د.أحمد خيري العمري القدس العربي
http://www.quran4nahda.com/?p=1280
لا يمكن أن تزور نيويورك دون أن تحاول زيارة تمثال الحرية، فتمثال الحرية ليس هو الرمز الأكثر شهرة للمدينة فحسب، بل لعله الرمز الأكثر ارتباطا بأمريكا بأسرها.. أمريكا التي هي أرض الأحلام، والتي هي أحيانا العالم بأسره، يمكن أن تختصر بالنسبة للكثيرين إلى كونها أرض الحرية..
لم يكن لدي يوما أوهاما كبيرة حول الحرية، وهو الأمر الذي جعلني لا أملك أوهاما كبيرة حول المفاهيم الجزئية المرتبطة بها (الحرية الشخصية) أو تطبيقاتها المباشرة التي كثيرا ما تظلم بالخلط معها( الديمقراطية)، في نفس الوقت الذي لا أملك فيه أوهاما عن أي نوع من الاستبداد أو جدواه على الإطلاق، لكني أؤمن أن عدم وجود طريق ثالث واضح المعالم لا يبرر أبدا الذهاب في الطريقين الموجودين أصلا، كما أن عدم وجود هذا الطريق الثالث لا يعني عدم إمكانية وجوده مستقبلا... والتطيبل المستمر لأحد الخيارين يعطل ويشوش على عملية البحث عن بديل عنهما...
الحرية في النهاية هي فهمك لها، وهذا الفهم يرتبط حتما بمجموعة مفاهيم وظروف شكلت الحاضنة التاريخية لهذا الفهم، لذا فإن فهما تاريخيا للحرية لا يمكن أن يعامل ويعمم بإطلاقه، وهو ما حدث في عالمنا اليوم، حيث صارت كلمة الحرية تستدعي مفاهيم بعينها وأنماط حياة محددة ( كان تمثال الحرية مصاحبا دوما للترويج لها..)..
يقع تمثال الحرية في جزيرة أيلس Ellis Island الواقعة في فم نهر الهدسون عندالتقائه بميناء نيويورك المطل على الاطلسي، كانت هذه الجزيرة حتى خمسينات القرن الماضي هي المدخل الرسمي الوحيد لكل المهاجرين الذين جاؤوا إلى أرض الأحلام.. اليوم لم يعد المهاجرون يأتون عبر البحر، ولم يعد يقصد الجزيرة إلا السياح الذين يأتون للفرجة على نصب تمثال الحرية والمتحف الملحق بها.
ملايين المهاجرين مروا من هذه الجزيرة، بعضهم لم يبرح الجزيرة أصلا إلا ليعود إلى بلده ( لم يمرره موظفو الهجرة بسبب الشك بوجود مرض مُعْدٍ أو بسبب عدم لياقته البدنية )، وبعضهم أنهكته الرحلة الطويلة وفارق الحياة في الجزيرة ليلة وصوله إلى أرض الأحلام..لكن آخرين – هم النسبة الغالبة حتما- قد غادروا الجزيرة إلى أرض أحلامهم، ما الذي أخذته أمريكا منهم، وما الذي قدمته لهم، أمر آخر تماما.. لكنها استفادت من سواعدهم حتما في ازدهارها الكبير، وقدمت لهم بالمقابل الكثير مما كانوا يبغونه، كما أخذت منهم بالمقابل أيضا بعض مما لم يقدروه حق قدره في أوطانهم.
توقعت أن يكون سعر بطاقة الركوب إلى جزيرة أيليس باهظا، ربما لما رسخ في ذهني كعراقي عن ثمن الحرية الباهظ، ودهشت عندما وجدت أن السعر عادي جدا، تذكرت لاحقا أنه ليس ثمن الحرية، بل ثمن الفرجة عليها فقط، ثم فكرت أن كل ذلك الثمن الباهظ الذي تدفعه الشعوب من أجل الحرية قد لا يكون ثمنا للحرية بقدر ما يكون ثمنا للفرجة عليها بطريقة أو بأخرى..
تنطلق المراكب من باتري بارك Battery Park، وفيه الشريط الساحلي المعبد الذي يظهر في أفلام هوليود حيث يركض الممثلون أثناء ممارستهم لرياضتهم، لم أر أحدا يمارس رياضة الركض، لكن كان هناك نماذج مختلفة من أشخاص لم تتجاوز نجاحاتهم في أرض الأحلام هذه الحديقة، سترى رساما يفترش الأرض ويعرض عليك أن يرسم لك صورة شخصية، وسيقترب منك آخر يتحدث معك بصوت منخفض كما لو أنه يكشف سرا خطيرا، ويفتح سترته التي يخفي فيها عشرات الساعات، يشير لك إلى واحدة منها ويقول: لن تجد سعرا كهذا، عشر دولارات (رولكس بعشر دولارات !)...
ترى أيضا تمثالين "بشريين" للحرية، إنهم عمال وظيفتهم ارتداء ملابس "السيدة حرية" وقناع (مبتسم) لوجهها من أجل التقاط الصور مع السياح من قبل مصور الحديقة.. أنتبه هنا للمرة الأولى أن "السيدة حرية" محتشمة وأنها مع تاجها تبدو كما لو كانت تغطي رأسها بالحجاب، رغم ذلك فإن النساء تعرّوا تقريبا وأحيانا تماما تحت شعار الحرية، ويا للعجب!
سيقال لك إن هذا هو المركب السياحي الأخير الذي يقلع إلى تمثال الحرية لهذا اليوم، وسيقال لنا دوما أشياء مماثلة عن ضرورة الالتحاق بسرعة بمركب الحرية قبل أن يفوتنا، ولا داعي للتأكد من سلامة المركب أو من خبرة ربانه أو من الاتجاه النهائي للمركب، فالركوب بحد ذاته هو الهدف بالنسبة لهؤلاء..
المركب مصمم على نحو يتفق مع جانب من مفهوم الحرية في أرض الأحلام: حرية الشركات في تحقيق أعلى معدل للربح بغض النظر عن أي شيء.. وهكذا فإن المركب مزدحم كما لو كان حافلة عامة لنقل الركاب.. وليس مركبا سياحيا.. سيكون هناك تفسير جاهز وحَسَن النية للأمر: يريدون منا أن نستشعر" معاناة المهاجرين" إلى أرض الأحلام..
ما إن أطل تمثال الحرية حتى شهر الجميع كاميراتهم لتخليد اللحظة، كانت بطارية كاميرتي قد فرغت فلم أفعل مثلهم، وانتبهت إلى أن اهتمامهم بزوايا الصورة وعدم تعارضها مع أشعة الشمس يفوق اهتمامهم بمشاهدة التمثال فعلا، هل حلت تلك الأجهزة الرقمية محل أبصارنا وبصائرنا؟ هل صرنا نهتم بحفظ الصورة في ملفات الذاكرة الرقمية أكثر من اهتمامنا بخوض التجربة وحفظها في ذاكرتنا الإنسانية، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون رغبة في التشاوف وإثبات الزيارة للأصدقاء والجيران ؟؟.. لو أن بطارية كاميرتي لم تكن نافذة لالتقطت صورة لجمع السياح وهم يلتقطون في حركة واحدة صورا لتمثال الحرية كما لو كانوا مبرمجين على ذلك.. إنه القطيع يؤدي ما غرس فيه مسبقا دون إبطاء أو تردد.. ويتوهم بعد ذلك أنه حر وأنه يحتفي برمز الحرية الأكبر...
أول ما يلفت النظر في التمثال هو أن حجمه أقل مما رسخ إعلاميا في أذهاننا، سيبدو التمثال فجأة كما لو أنه نسخة ورقية أو نسخة مقلدة مما سمعنا عنه وشاهدناه في وسائل الأعلام، الشيء ذاته يحدث دوما مع البيت الأبيض الذي يجعل البعض يبحثون عنه وهم أمامه، ربما يعود ذلك إلى أن الصورة الذهنية لأمريكا عموما قد تكون أضخم من حقيقتها.. (أو أنها أضخم لأن صورتنا الذهنية عن أنفسنا أقل جدا، أو مزيج من الاثنين معا...؟)
بعد أن تتجاوز الصدمة الأولى ستتنبه إلى عدم تناسق واضح جدا بين تمثال الحرية وبين القاعدة التي ينتصب عليها.. التمثال أبيض اللون كما في التماثيل الإغريقية والقاعدة رمادية اللون كما في متحف الشمع.. لكن هذا التناسق لا يجب أن يكون صادما جدا بعد كل شيء، ليس لأن التمثال فرنسي الصنع والقاعدة أمريكية فحسب، بل لأن عدم التناسق هو جزء من الثقافة الأمريكية السائدة، الأمريكيون عموما يفتقرون إلى الحس بتناسق الألوان الذي يميز بعض الأوروبيين مثلا، وهم (خاصة في ولايات الغرب الأوسط ) يكادون يتعمدون اختيار الألوان المتنافرة كما لو أن ذلك جزءا من هويتهم الثقافية، لذا يمكن أن تجد في المترو رجلا "محترما" ذاهباً إلى عمله وهو يرتدي قميصا أصفر اللون – مع خطوط حمراء- وربطة عنق زهرية مع جاكيت رمادي وبنطال يزيد الطين بلة.. الظاهرة أقل حتما في مدن الساحل الشرقي الكبرى (واشنطن ونيويورك وفيلادلفيا، ربما بسبب الاختلاط بالمهاجرين!) لكن عدم التناسق اللوني ظاهرة واضحة وهي جزء من ظاهرة عدم اللياقة بشكل عام، مثل البصاق على الأرض (نعم، تخيلوا، ليست شعوبنا وحدها تفعل ذلك!) أو التجشؤ بصوت عال دون الاعتذار.. علما أن هذه الظواهر مرفوضة في مجتمعاتنا وتمارس غالبا من قبل الطبقات الأقل تعليما والأدنى اجتماعيا، أما هنا فهي لا تختص بما يعرف بأصحاب الأعناق الحمراء ( Red necks) ( الأمريكيون البيض القادمون من الريف والقرى النائية ) أو السود الأقل تعليما والأفقر، بل من الطبيعي جدا أن ترى سيدة شابة أنيقة ذاهبة إلى عملها وهي تحمل حقيبة "العمل الرسمية "، ثم تلتفت هذه الشابة لتبصق على الأرض بكل بساطة .. وأكثر منها ظاهرة التلفظ بألفاظ بذيئة بصوت عال وفي مكان عام..
تمثال الحرية غير متناسق لونيا مع قاعدته؟ لعل هذا يبقى أكثر تناسقا وأقل نشازا بكثير من إقسار قوالب معينة للحرية على العالم أجمع، بغض النظر عن وجود قواعد ملائمة أو غير ملائمة لاستلام هذا القالب، وبغض النظر عن ضرورة إعادة تركيب الواقع بأكمله أحيانا لينسجم مع هذا القالب..
ستقول المرشدة السياحية بفخر إن مصمم برج إيفل شارك في تصميم التمثال، ستقول ذلك كما لو أنها تتحدث عن زي من تصميم "شانيل" أو حقيبة يد من تصميم "بيير كاردان"، وستتجاوز حقيقة أكثر أهمية وهي أن بارتولدي (المصمم الأساسي للتمثال) لم يهدِ تصميمه ألى أمريكا إلا لتذكير الفرنسيين بأهمية ألا تتحول الحرية التي قامت ثورتهم على أساسها إلى "فوضى".. نعم، هذا ما صرح به مرارا وما كتبه في مذكراته، كانت أمريكا بلدا ناشئا يحتضن المفهوم الذي لا شك أن ولادته الرسمية كانت في فرنسا، لكن التجربة الفرنسية التي حولت المفهوم إلى فلتان جعلت من بارتولدي يرغب في إيصال رسالة إلى مواطنيه قبل سواهم، عبر إهدائهم هذا التمثال إلى البلد الذي كان ناشئا آنذاك (هل وصلت الرسالة إلى الكنّة أو إلى الابنة؟ لا أظن!)..
تجاوزت المرشدة أيضا أن التصميم الأصلي للتمثال كان مختلفا جدا، وأنه كان يمثل فلاحة مصرية بطرحتها التقليدية، قُدِّمَ المشروعُ إلى الخديوي إسماعيل أثناء حفر قناة السويس، وكان المشعل في يد الفلاحة المصرية يرمز للتنوير الذي سيأتي إلى المشرق عبر قناة السويس ( أي بعبارة أخرى عبر الفرنسيين الذين أشرفوا على حفرها ..)..الخديوي إسماعيل رفض المشروع لكلفته الباهظة.. (أو لأسباب أخرى أعمق؟)..
لكن المرشدة لن تتجاوز حقيقة تاريخية مهمة عن تصميم التمثال، إنه ببساطة مستوحى من تمثال يمثل آلهة رومانية هي آلهة الحرية ( libertes وهي الكلمة التي تشتق منها مفردة الحرية liberty في الإنكليزية المعاصرة وهي التي تستخدم بالذات في تمثال الحرية statue of liberty)..
هل ألمّح إلى شيء هنا؟ هل أجرؤ على التلميح أن الحرية بمفهومها الغربي المعاصر الذي يعمم قسرا وطوعا وترغيبا وترهيبا لها جذور وثنية رومانية ؟.. نعم، أقول ذلك بصراحة، فالحضارة الغربية المعاصرة لم تنبت من فراغ، وهي لم ترتكب قطيعة حقيقية مع موروثها الوثني حتى في فترتها المسيحية الكنسية بل أعادت هضمها وتقديمها بصور جديدة، لكن المفهوم الوثني لا يزال كامنا في هذه الصور رغم معاصرتها ومظاهرها الحديثة...
نعم، أقول وأعيد: الكثير من مفاهيم الحرية الشخصية بصيغها المعاصرة هي نسخة حديثة من إرث يملك جذورا وثنية قديمة، بل إن مفهوم "الفردية individualism " الذي يطبل أدعياء التجديد ويزمرون له ويحاولون أسلمته بوعي وإدراك وتخطيط أوبلا وعي من قبل ضحاياهم عبر الإصابة بفايروس الأمركة- ، هذه " الفردية " التي يعد قيمة أساسية من القيم الأمريكية تمتلك صلة واضحة بالأبطال الإغريق وبالآلهة الإغريقية التي كانت تعبد ذاتها..
ليس هذا فقط، بل أجرؤ أيضا على المزيد فأقول: إن جزءا معينا من هذا الفهم يكاد يطابق ما وصفه القرآن الكريم: "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ؟" ولا أعرف صورة أكثر تعبيرا ودقة من هذا، عندما يكون كل ما تحتكم له (= إلهك) هو أهواؤك ( =حريتك الشخصية)، فإن مفهوم الحرية الشخصية –بصيغتها الحالية- هي مجرد نسخة مزينة ومزوقة من اتخاذ الهوى إله..
لا أقصد هنا أن الحرية بمفهومها الغربي تعني الفلتان المطلق وترك الفرد يفعل ما يشاء حينما يشاء، لا قطعا، هناك عقد اجتماعي ينظم حرية الأفراد، لا يحق لهم أن يقتلوا بعضهم بعضا على سبيل المثال، ولا أن يسرق بعضهم بعضا ( الشركات وحدها من حقها أن تفعل ذلك) لكن كل ذلك يندرج في إطار "أنت حر ما لم تضر".. والضرر بالمقياس الغربي- الأمريكي خاصة- هو الضرر الذي يلحق بالفرد خاصة وعلى المدى القصير فحسب، ليس هناك من رؤية تحاول متابعة الأثر التراكمي على المجتمعات وعلى الأفراد لهذه الحريات الفردية التي قد لا تبدو ضارة على المدى القصير..
سؤال الحرية في التراث الإسلامي ارتبط دوما بالمسؤولية الإنسانية، هذه هي حقيقة جدل التسيير والتخيير في التراث الإسلامي، والإنسان في الإسلام له حق الخطأ حتما، لكن عليه في الوقت نفسه أن يتحمل مبدئيا نتيجة خطئه أخرويا إذا كانت حدود خطئه قد بقيت ضمن حدوده الشخصية، ودنيويا
أدرك قطعا أن هذا الكلام هو ضد التيار الكاسح الذي يجعل من "الحرية الشخصية " قدس الأقداس الذي لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه، حتى صار البعض يبرر التزامه بدينه وبما فرضه عليه بالحرية الشخصية، صار يمكنك اليوم أن تشكك بكل شيء، بالخالق والأديان وبالكتب السماوية وبكل قيمها، ولكن تقف عند هذا الفهم الغربي "للحرية الشخصية" ولا يحق لك أن تنقده أو تشكك بأهليته أو بعدم صلاحيته لكل زمان ومكان ..
الفروق التصميمية بين الوثن الروماني وتمثال الحرية تثير الشهية أيضا لما لا أشتهي الحديث عنه: فالمشعل والتاج ( الموجودان في التمثال حصرا ) رمزان معروفا التوجه ولم يكونا سريين يومها، بعبارة أخرى: الانتماء للماسونية لم يكن سريا بالنسبة للكثير من الآباء المؤسسين لأمريكا، وكذلك لمصمم التمثال.. صحيح أن الاتهام بالماسونية استهلك بمناسبة وبلا مناسبة من قبل البعض، لكن مجرد الاستهلاك لا يبرر خجلنا من لفظ الكلمة حتى لا نُتهم بأننا من أصحاب نظرية المؤامرة، نعم، كان بعض مؤسسي أمريكا ماسونيين وكان من المعلوم تماما استخدامهم لرموزهم في أعمالهم الفنية ( كما سيفعل صاحب أي مذهب أو أيدلوجية عندما يعبر بالفن عن مذهبه )..
فجأة بدا عدم تناسق القاعدة مع التمثال مفهوما، بدت القاعدة كما لو أنها مذبحا سالت عليه الدماء طويلا الى أن وسخت بياضه وصار لونه رماديا...هنا تمت التضحية بشعوب بأسرها تحت شعار الحرية، بدا تمثال الحرية وثنا معاصرا وبدت قاعدته مذبحا تم التضحية بشعوب بأسرها تحت شعار تخليصهم من ديكتاتورية ما وتسليمهم إلى نمط أكثر تعقيدا من الاستبداد، هنا على هذا المذبح تم شن الحروب من أجل الحرية، وتم استعباد الناس من أجل الحرية.. هنا على هذا المذبح تطوع البعض للتضحية بكل ما يملكون ولم يدروا أن سدنة الوثن الجديد سيقتطفون تضحياتهم ويجيِّرونها لصالح عبادته ودينه... ( فكرت أن أكتب أسماء الضحايا الذين أعرفهم، أولئك الذين ما زالت دماؤهم حارة في أنفي ومخيلتي، لكني أحجمت عن ذلك وتمنيت لهم صادقا أن تكتب أسماؤهم في مكان آخر..)
هذا المذبح لم يشهد سفك دماء الضحايا فحسب، بل شهد أيضا التضحية بقيم كثيرة، سفكت وهدرت ونسفت من أجل الحرية، أمثلة : قيم الأسرة، قيم البر بالوالدين، قيم العفة والشرف، بل كل القيم الدينية بما فيها قيمة الإيمان بالله تعالى.. كلها تم التضحية بها، أو تم الاستعداد للتضحية بها من أجل الحرية..
على مذبح هذا الوثن، لم يعد هناك حق أو باطل، بل صار كل شيء مجرد "وجهة نظر" قابلة للأخذ والرد..
لكن، وكما مع أوثان العالم القديم، ليس هذا الوثن الجديد سوى وجه مستعار يتخفى خلفه أصحاب المال والسلطة، ملأ كل زمان ومكان الذين ازداد احتكارهم للمال والسلطة في هذا العالم الحر الجديد..
بل إن التمثال نفسه يقول ذلك، إنه مجوف، داخله فارغ، هذا التمثال الشاهق ليس سوى هيكل برونزي ضخم، لكنه فارغ من الداخل، فارغ وأجوف، مثل كل الشعارات البرّاقة الفارغة، يستخدمها أولئك اللاعبون الكبار- تلك القطط السمان- ، ويصدقها الصغار، وبين الاستخدام والتصديق، ليس سوى هدف واحد: ليس سوى المزيد من الأرباح..
سدنة المعبد يستثمرون حتى هذا التجويف من أجل المزيد من الأرباح، فعبر هذا التجويف تم بناء السلالم التي من خلالها يصعد السياح إلى رأس تمثال الحرية، ليلقوا نظرة من فوق على العالم الحر الجديد.. وبالتأكيد هناك مبلغ إضافي يجب أن يدفع..
لكن الاستثمار الكبير للسدنة لم يكن هذا حتما، بل كان في أنهم أقنعوا الجميع بأن يرتدوا أغلالا وقيودا غير مرئية كتب عليها "الحرية"، تتغلغل في رؤوسهم وعقولهم، وتعيد تشكيلها وبرمجتها، حتى يبدو لهم خيارا حرا شخصيا، وهو في الحقيقة ناتج لعملية معقدة من غسل الأدمغة التي سيكون لديها مهمة الخيار بين مجموعة سلع، أو مجموعة أفلام، أو بين مرشحين للرئاسة الفرق بينهما كالفرق بين البيبيسي كولا والكوكا كولا، وكل مناظراتهما لن تكون إلا كحلقة مصارعة حرة معدة مسبقا بكل لكماتها وسقطاتها.. والرابح الوحيد في النهاية هو الملأ الذي يوظف المتصارعَين ويمولهما على حد سواء..
ربما كان الأمر مشابها لهذا على الدوام، ربما كان المجتمع الإنساني عبر التاريخ يفرض أعرافه وقيمه التي تشكل عقول الناس ورؤاهم وطريقة حكمهم على الأشياء وبالتالي يحدد خياراتهم، هذا صحيح، كان الخيار الحر المطلق دوما عملية صعبة ومعقدة، لكنها لم تكن صعبة ومعقدة إلى الحد الذي أصبحت فيه اليوم، مع تطور الوسائل الإعلامية واحتكارها للمعلومة ولطريقة عرضها، خاصة أنها أوهمت المتلقين أنهم أحرار، وكان هذا الوهم هو الطٌعم الذي سهّل ابتلاع كل الخيارات المبرمجة الأخرى..
ربما كان الإنسان بطبيعته مبرمج على "عبودية" ما... وربما سيكون خياره الوحيد الحر حقا هو اختياره لعبوديته: أن يكون عبدا لمجتمعه وأعرافه وتقاليده، أو أن يكون عبدا لمنظومة جهنمية عالمية تعيد تشكيل أفكاره ورؤاه، أو أن يكون عبدا لخالقه، أن يمارس عبوديته التي خلق من أجلها..
***************
بعد العودة من جزيرة الحرية وسرابها الباهظ ذهبت إلى المرافق الصحية المصاحبة للمتحف المجاور، كنت أريد الوضوء، قبل أن أدخل، شاهدت رجلا بملامح آسيوية سمراء (كمبوديا، فيتنام ..شيء كهذا ) يجلس على حافة الحائط ويدخن بصمت، كان يرتدي ثوب تمثال الحرية، وبيده قناعها المبتسم.. إنه نفس الشخص الذي يقف في الحديقة ليلتقط صوره السياح.. كان وجهه وأسنانه المهدمة يحكيان القصة كلها، قصة البحث عن الحرية وسرابها والتضحية على مذبحها..
كان تمثال الحرية شاهقا وبراقا من بعيد.. وأجوف من الداخل..
أما هذا الرجل الذي يرتدي قناعها فقد كان مثالها القريب والحقيقي..
الثلاثاء، 23 فبراير 2010
الأحد، 31 يناير 2010
سياسة البيض المسروق والحدق يفهم
سياسة البيض المسروق
يُحكى أن أحد ملوك القرون الوسطى كان يحكم شعبا حرا كريما، وكان هذا الشعب رغم طيبته وبساطته وعلاقاته الطيبة لا يسكت على باطل أبدا، ولا يدع الملك أو أي وزير من وزرائه يظلمون أحدا منهم، فإذا ظُلم أحدهم وقفوا وقفة رجل واحد حتى يُرد الظلم عن أخيهم
أخذ الملك في حيرته يسأل وزراءه عن الحل.. وكيف له أن يحكم هذا البلد كما يريد، فخرج من وزرائه رجل داهية فأشار عليه باتباع سياسة يسميها سياسة البيض المسروق
ما تلك السياسة؟
نادى في الناس أن الملك يريد من كل رب أسرة خمس بيضات من أي نوع.. فقام الناس بجمع البيض والذهاب به إلى قصر الحاكم.. وبعد يومين نادى المنادي أن يذهب كل رجل لأخذ ما أعطاه من البيض.. فاستجاب الناس وذهب كل منهم لأخذ ما أعطاه... وهنا وقف الوزير والملك وحاشيتهم وهم يتابعون الناس أثناء أخذ البيض.. ترى ما الذي وجدوه؟
وجدوا كل واحد تمتد يده ليأخذ البيضة الكبيرة!! والتي ربما لم يأتِ بها
هنا وقف الوزير ليعلن للملك أنه الآن فقط يستطيع أن يفعل بهم ما أراد.. فقد أخذ الكثير منهم حاجة أخيه وأكل حراما، ونظر كل منهم لما في يد الآخر فلن يتجمعوا بعدها أبدا
لا عجب في ذلك فقد أشار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لِمن كان مأكله حرام وملبسه حرام ومشربه حرام ويدعو الله فأنّى يستجاب له
من هنا لجأت بعض الحكومات لانتهاج نفس السياسة، تجويع الناس ليقوموا باللجوء إلى المال الحرام ولو في أبسط صوره، وجعلها طبقات فينشأ الحقد والحسد بين الناس وهو ما يجعلهم يستطيعون حكم شعوبهم
وعندما مر الزمن وقامت فئة واعية تبصر ما فعله الملك بشعبه أخذوا يثورون ويطالبون بحق الشعب في الحياة الطيبة، فلجأ الملك للوزير الذي أشار عليه بسياسة جدول الضرب
فما هذه السياسة؟
أن يستخدم الملك العمليات الحسابية: الجمع والطرح والضرب والقسمة.. في تعامله مع هذه الفئة التي تطالب بحقوقها وحقوق الوطن...كيف؟ أولا يبدأ بعملية الجمع.. فيجمع ما استطاع منهم حوله بأن يتقلدوا المناصب ويأخذوا الأموال والأوسمة فينسوا القضية بعد أن يكسر الملك عيونهم بفضله عليهم
أما الفئة التي تظل على موقفها وبالضرورة هم قلة فيلجأ الملك للطرح.. فيطرحهم أرضا بتلفيق القضايا واستخدام نقطة الضعف في كل واحد منهم وبذلك يتواروا عن الأنظار إما خجلا أو خلف غياهب السجون، شرط أن تكون كل القضايا بعيدة عن خلافهم مع الملك.. أي يكون التدبير محكما ونظيفا
أما من تبقى وهم قلة القلة فإذا خرجوا يهتفون وينددون فالرأي أن يلجأ للعلامة الثالثة من العلامات الحسابية وهي الضرب.. فضربُهم وسحلُهم والتنكيلُ بهم في الطرقات سوف يخيف الباقين من تكرارها
هنا تساءل الملك: ترى ما الذي سيكون عليه حال الشعب؟ فضحك الوزير قائلا يا سيدي لم يتبقَ للشعب في معادلتنا سوى علامة واحدة هي القسمة
قال الملك وماذا تعني؟ فأجاب الوزير أعنى أنه لن يكون أمامهم سوى أن يخضعوا ويفلسفوا عجزهم بقولهم: قسمتنا كده؟ ربنا على الظالم؟ يعني على جلالتك!! وده أمر مؤجل ليوم القيامة
وهنا ضحك الملك وضحك الوزير ومازالت أصداء ضحكاتهم تملأ الآفاق ح تى يقف أي شعب
منقول عن استاذنا الكبير
البروفيسور أحمد شلبي
يُحكى أن أحد ملوك القرون الوسطى كان يحكم شعبا حرا كريما، وكان هذا الشعب رغم طيبته وبساطته وعلاقاته الطيبة لا يسكت على باطل أبدا، ولا يدع الملك أو أي وزير من وزرائه يظلمون أحدا منهم، فإذا ظُلم أحدهم وقفوا وقفة رجل واحد حتى يُرد الظلم عن أخيهم
أخذ الملك في حيرته يسأل وزراءه عن الحل.. وكيف له أن يحكم هذا البلد كما يريد، فخرج من وزرائه رجل داهية فأشار عليه باتباع سياسة يسميها سياسة البيض المسروق
ما تلك السياسة؟
نادى في الناس أن الملك يريد من كل رب أسرة خمس بيضات من أي نوع.. فقام الناس بجمع البيض والذهاب به إلى قصر الحاكم.. وبعد يومين نادى المنادي أن يذهب كل رجل لأخذ ما أعطاه من البيض.. فاستجاب الناس وذهب كل منهم لأخذ ما أعطاه... وهنا وقف الوزير والملك وحاشيتهم وهم يتابعون الناس أثناء أخذ البيض.. ترى ما الذي وجدوه؟
وجدوا كل واحد تمتد يده ليأخذ البيضة الكبيرة!! والتي ربما لم يأتِ بها
هنا وقف الوزير ليعلن للملك أنه الآن فقط يستطيع أن يفعل بهم ما أراد.. فقد أخذ الكثير منهم حاجة أخيه وأكل حراما، ونظر كل منهم لما في يد الآخر فلن يتجمعوا بعدها أبدا
لا عجب في ذلك فقد أشار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لِمن كان مأكله حرام وملبسه حرام ومشربه حرام ويدعو الله فأنّى يستجاب له
من هنا لجأت بعض الحكومات لانتهاج نفس السياسة، تجويع الناس ليقوموا باللجوء إلى المال الحرام ولو في أبسط صوره، وجعلها طبقات فينشأ الحقد والحسد بين الناس وهو ما يجعلهم يستطيعون حكم شعوبهم
وعندما مر الزمن وقامت فئة واعية تبصر ما فعله الملك بشعبه أخذوا يثورون ويطالبون بحق الشعب في الحياة الطيبة، فلجأ الملك للوزير الذي أشار عليه بسياسة جدول الضرب
فما هذه السياسة؟
أن يستخدم الملك العمليات الحسابية: الجمع والطرح والضرب والقسمة.. في تعامله مع هذه الفئة التي تطالب بحقوقها وحقوق الوطن...كيف؟ أولا يبدأ بعملية الجمع.. فيجمع ما استطاع منهم حوله بأن يتقلدوا المناصب ويأخذوا الأموال والأوسمة فينسوا القضية بعد أن يكسر الملك عيونهم بفضله عليهم
أما الفئة التي تظل على موقفها وبالضرورة هم قلة فيلجأ الملك للطرح.. فيطرحهم أرضا بتلفيق القضايا واستخدام نقطة الضعف في كل واحد منهم وبذلك يتواروا عن الأنظار إما خجلا أو خلف غياهب السجون، شرط أن تكون كل القضايا بعيدة عن خلافهم مع الملك.. أي يكون التدبير محكما ونظيفا
أما من تبقى وهم قلة القلة فإذا خرجوا يهتفون وينددون فالرأي أن يلجأ للعلامة الثالثة من العلامات الحسابية وهي الضرب.. فضربُهم وسحلُهم والتنكيلُ بهم في الطرقات سوف يخيف الباقين من تكرارها
هنا تساءل الملك: ترى ما الذي سيكون عليه حال الشعب؟ فضحك الوزير قائلا يا سيدي لم يتبقَ للشعب في معادلتنا سوى علامة واحدة هي القسمة
قال الملك وماذا تعني؟ فأجاب الوزير أعنى أنه لن يكون أمامهم سوى أن يخضعوا ويفلسفوا عجزهم بقولهم: قسمتنا كده؟ ربنا على الظالم؟ يعني على جلالتك!! وده أمر مؤجل ليوم القيامة
وهنا ضحك الملك وضحك الوزير ومازالت أصداء ضحكاتهم تملأ الآفاق ح تى يقف أي شعب
منقول عن استاذنا الكبير
البروفيسور أحمد شلبي
السبت، 30 يناير 2010
الكلمات اعدنية
الآن تعلم اللهجة العدنية في يومين بدون معلم
كلمات عدنية من أصول انجليزية
كريتر* باكت* شنجم* جرانت* ميل* ديلكو* استيبني* تاير* ديديس* هندول* قلص* واير بروش* ربل* سمبل* سوفة* سنجل* جلوب* سيكل* جك* كوب* بيل* كيبل* سيسر* بلاك* بورت* كبت* كنديشن* بريك* رمبل* لوس* رنج* ليبل* دبل كي* راون* صولبان* حفيص* رزمت* تختر* كنين* اسبطان* اسكول* بلنتي* بلنتيكت* سنتر هاف* شوت* سنترال* مكينة* بوت* تيوب* دريول* هندراب* شكليت* بيرنج* هون* بندل* بيدل* جير* كيك* هاف كليش* لايمن* جولي* سنتر* شاك* اندرول* بودي* جيم* اجين* ونش* اريل* كليش* هندوان* فوت بات. نون تري* لودري* جول* هاند بريك* بارهوص* رمبل* تريك* سيكن شوط* هافتين* بالطو* تنك* سيبي* سيسر* كرتوش* ديسميس* فلات.
كلمات من اصل هندي
بند* شوكي دار* بانهيس* شولة* كتلي* برتن* نامونا* ميز* بردة* دكة* راشن* شتني* روتي* عشار* شوتلي* تمبل* طوفان* زردة* سمبوسة* اردلي* دوبي* درزي* كورجة* شيدر(فارسي)* جرم* كرار*شميز* تولة* شولي* تالو* شركي.
الباب الأول قواعد اللهجة العدنية
الأحرف
تتكون الأحرف العدنية من خمس وعشرين حرفا بدون (ث)* (ذ)* (ظ) حيث تنطق (ث)=ت* (ذ)=د* (ظ)=ض.
كما ينطق أحيانا حرف (ط) =ت* مثل طارق=تارق
طرقوا =ترقوا
طاقة =تاقة
الجملة
عادة ماتبدا بكلمة نعم وتنتهي أحيانا بسبة أو دعوة أو لكاعة
نعم المشاطلة أنيسة باعت بيته
الفعل الماضي
عادة ماينتهي بحرف (و) للمفرد المذكر
مثال:
جبتو* لاقيتو* لطمتو.
يختلف المؤنث عن الفعل الماضي* حيث يوضع حرف النون بدلا من حرف (ت) في نهاية الكلمة.
مثال:
ألتكدن* جنن* حبن* فلتن.
كما تستعمل للمفرد الغايب حرف (هـ) بدلا من (أ)
مثال:
طرحتها= طرحنه
اخدتها=أخدنه
فيها= فيبه
وللمذكر الغايب
مثال:
جابنو* لاقنو* لطمنو
الماضي التام: تتحول الجملة إلى ماضي تام عندما يسبق الفعل (قد) الفعل الماضي
مثال على دلك: قد شم كوره
الماضي المستمر: تتحول الجملة الى ماضي مستمر عندما تسبق فعل المضارع الأفعال التالية:
قده* قدِة* (للمفرد المذكر والمؤنث)
قدنا* قدني (للمتكلم المفرد)
قدهم* قدنحنا (للجمع)
أمثال على دلك:
قدة يأكل تمبل سوكه
قدة يبيع برد
قدهم جالسين يخزنوا
قدنحنا طفشانين
الفعل المضارع
يختلف المضارع في اللغة العربية عن اللهجة العدنية * حيث بالإمكان أن يتحول الى مضارع مستمرادا سبقته احد الأفعال.
أفعال المضارع المستمر
عاده* عادنا* عادِه* عادهم * عادنحنا
مكانه* مكانا* مكانة* مكانهم* مكانحنا
أمثال على دلك:
عاده يتفشكر
عاده يمص صبعة
مكانة يتشحوت
مكانة يطهوش
مكانِة جالسة تهدر. جالسة=فعل لازال
تتحول الجملة الى فعل مسارع= مستقبل+ مضارع عندما يأتي بعد الأفعال حرف (ب)
مثال:
عادنا بازبط أبوة (فعل مسارع)
مكانا بازبط أبوة (فعل مسارع)
فعل الأمر
عادةً مايبدا فعل الأمر بالفعل (سوي)
مثال على دلك
سوي الفوطة كما الناس
سوي قهوة زيادة
تصريفات فعل الأمر
مفرد مذكر خزن ------ خزنة
مفرد مؤنث خزني ----- خزِنة
جمع مذكر ومؤنث خزنوا ----- (خزنهم* خزن نحنا)
صيغة التحذير
تبدأ بالأفعال التالية:
حسك* انتبه* أوبة* كية.
مثال:
حسك تشرب سيجارة
كية أتحداك تروح لحالك
ابُة تجي عندنا تاني مره
الضمائر
التصريفات
المتكلم مفرد مذكر (انه)
مفرد مؤنث (أني)
مؤنث وجمع (للمذكر والمؤنث) = (نحنا)
الغايب مفرد مذكر (هو)
مفرد مؤنث (هي)
مثنى وجمع مؤنث (هون)
مثنى وجمع مذكر (هم)
الملكية
المفرد المذكر حقتي - حقي
المفرد المؤنث حقتها - حقها
الجمع للمذكر والمؤنث حقتهم وحقتنا – حقهم وحقنا
وغالبا ماتستخدم حق نحنا
مثال على دلك:
وصلت الطيارة حق نحنا
كما تستخدم لملكية المؤنث حرف (هـ)عند نهاية الكلمة
مثال على دلك:
ذهبها= دهبانة
عبايتها= عبايتة
كما نضيف لصاحب الشي للمذكر(أبو) وللمؤنث(أم)
مثال على دلك:
أبو الجاري* أبو الليم* الست أم العربي* أم الهكبة* أم البطاط.
أداوت الإشارة
مفرد مذكر للبعيد (اندكه)
مفرد مؤنث للبعيد (إندكه)
مفرد مذكر للقريب (إنداهه) بضم الهاء
مفرد مؤنت للقريب (إنداهِه)
مفرد مذكر للمتكلم (إندانا)
مفرد مؤنث للمتكلم (إنداني)
المثنى والجمع للمذكر والمؤنث القريب (أنداهم)
المثنى والجمع للمذكر والمؤنث البعيد (إندكهم)
صيغة النفي
عند صيغة النفي تضاف في أخر الكلمة (اش) و(اوش) و(تش).
مثال على دلك:
أجا= ماجاش* أجت= ماجتش* أجو= ماجوش.
هلُه=ماهلوش* هلِه= ماهلِيش* هلهم= ماهلهمش.
أدوات الاستفهام
هيا وكيف* موجابه* إيش تشتي* إيش تقول* منو ده* منو معي* على مين* ماله كده.
صيغة التعجب
سقط من عيني* عيني مليانه منك* اوووو* لالا* بالله بربك* ايش تقول* بالله براسك* اسالتك بالله* ياااح* قول والله* عندك ده* من معي* هيه وكيف* ليش ده كله* مو جابو* متى ده* ماله قرح عله فيوز* حرام عليك* قهرتنا* بلا هباله.
صيغة المبالغة
إيش مش داري* فاتك* نص عمرك راح* إيش أقلك* من فين أبدا لك.
صيغة الترجي
انا افدالك* ياخي عيب* انا افدا رجولك* انا افدا ربك* على شاني* لا تجرش حضى* هياملة* مله بس* هيا الليل* يلا فيسع ، مله منشاني
اسلوب الدعاوي
أم الجن* أم الصبيان* يجعلك عمى* يجعلك أزاله* أم السبقبق* أم العزاريط* يجعلك الساحق والماحق والبلا المتلاحق* أم الجن تعجن* أم الجن تشلك* أم الجن تتحملك* يحرق سررك* لك صور* الله يزيلك* يفدوبك فدا* يافدوبك على رجلي* يحرق قلبك ياقزيل، يافدوب الخيب .
سؤال الشرط وجوابه
من معي؟ علي النعنعي
كيف تشوف؟ مغطى ولا مكشوف
براسك مرق؟ مزلة حبة ليم
إيش تشوف؟ أشوف غشاش
كيف؟ عند العطار
على شأني؟ شأني ولا ميرندا
ألقاب مذمومة
الفحاس* الزنن* اللوك* الغثى* الزراط* الهدار* القنفزي* الدامس* اللوبيش* السارق* الخراط* الكشيح* الزبلوط* المراع* الجوعي* القحطي* القميز* المعقلة* المقاقي* الحاوش* السافي* المضربة* الخادم* الطاهوش* المبهدل* المكاوح* الدكاك* القاشعة، المشمت، حلتيت ، الطبز ،مبقبق ، مسروف ،رابخ، مبعوّل، مشامق، حنّاق، سبهلل، قور، مشاطل ....
القاب شعبية
سعيد البس* العري* عبدالله بن نعمة* الدجاجة* حسن صابونة* علي بيلم* الربحة* الرنجلة* حامد زرطة* محمد سوكة* عبده صنيجة* عبدالله شلش* عبده ربل* علي بنتقم* عيشة عرور* زينب طيري* سعيدة برشن* فاندام* الفشفشي* سعيد مخاطيطو* الوزقة* رامبو* العزروط* دار مندرة* ابو عيون* علي ميكل* ابو شعفة* الفار.
الامثال والقوافي من داخل الحوافي
• طاصعي راصعي
• خالص مالص
• هم وهرم
• هم وغم
• يشرخ ويمرخ
• زيطة وزمبليطة
• شدر مدر
• حدق حدندق إبره ومرتق وحنش أزرق
• ساري جاري
• خاوي وداوي
• ساقط ولاقط
• مشخبط وملخبط
• مخربش ومدربش
• مداوق وملاوق
• اصور وازور
• مصمخ وملمخ
• قيل وقال
• خلطة ملطة
• الحابل بالنابل
• هاو جاو
• طويلة عويلة
• تشخفر وتنخفر
• قصير بصير
• قلك بلك
• لالة ولا علة
• يشاقف ويلاقف
• شيخة بيخة
• طيسي فيسي
• حاف جاف
• زيط ميط
• طيش فيش
• هب ودب
• خام رام
• دار ما دار
• ساطح باطح
• حناني طناني
• حتيف نتيف لا مخده ولا رديف
• اهبل واطبل
• شراطم براطم
• بام بام
• سحي لحي
• مشاطل مماطل
• يطاهش يناهش
• ياكوت يارمبص
• أحلس أملس
• شطح نطح
• هدَه وندَه
• يشخر وينخر
• طحسة ولحسة
• هاج ماج
• مسخدد وملخدد
• حائر دائر
• مشهف وملهف
• بشحمة ولحمة
• حنب شنب
• ساحق ماحق
• لهفة وشهفة
• حرَة ومرَة
• شلة وحطة
• شلك وجابك
• يشقط وينقط
• هبشة وشلة
• صوعة ولوعة
• هجة ورجة
• خراط مراط
• ساح باح
• محمول مشمول
• كامل شامل
• خمسة ولمسة
• عاني متعني
• تاسع راسع
• يشكي ويبكي
• طوف وشوف
• قات وقويت
• شاولي باولي
• زغلة مغلة
• طاخ طيخ
• قاصي وداني
• قاع وقرمباع
• هريجة بريجة
• يحوس ويلوس
• مكاوح ملاوح
• شبيك لبيك
• فات مات
• حمى طمى
• فائق رائق
• شخطور مخطور
• عشيق لصيق
• حاشف ناشف
• شدلة بدلة
• مخمبق ملمبق
• شرم برم
• سنين ومنين
• حايا بايا
• طبيخ ونفيخ
• زليط مليط
• حاف جاف
• صراع براع
• هوازة موازة
• حاصت باصت
• حدك وقصرك
• خزق ورقع
• قاقا ولاقا
• عدل بدل
• اشفح والقح
• حربش دربش
• صنجى منجى
• شيري بيري
• حللم بللم
• كيني ميني
• يشقدف ويكردف
• يشقف ويلقف
• كوعة بوعة
• خيقي بيقي
• يتحايل ويتمايل
• الحيلة والفتيلة
• حلة دلة
• محنتف مشنتف
• الهلا والملا
• عشاقة نداقة
• طفي لصي
• صايع ضايع
• اصلة وفصلة
• سابع رابع
• شاني وداني
• حيص بيص
• شطيفة ولطيفة
• هفة ولفة
• آية ونهاية
• ساكع لاكع
• زرق برق
• حفرنا ودفنا
• عمة همة
• فاحس وماعص
• زعيط معيط
• حاسد فاسد
• لعب وشجب
• يهش وينش
• مقصور محجور
• سياسة مدياسة
• سبخة لبخة
• يافدوب الخيب
أسماء بعض الألوان بالعدني
دم الغزالي* ياجوري* تمباكي* رمّاني* زنجالي* رمادي* فيروزي*سوسني* كاكي* خياري* حبحبي* لبني* وردي* كبدي* سماوي* زيتوني*بصلي* نيلي* زجاجي* كريمي* كحلي* مدادي* دخاني* سكري* رصاصي* هردي* سمني* ليموني* مشمشي ، مزركش*مخربش.
أسماء بعض المأكولات العدنية
كبن* جبيز* مطفاية* صيادية* زربيان* معبل* مقرمش* مدربش ، باجية* سمبوسة* كاتليس* خصار*ربيس ، شفوت* شتني* عشار ليم* عمبا* لحوح* خمير حالي* خمير موفى* مطبق*صيد طاوا ، مطبقية* صانونة* بطاط ابو حمر* فلوري* صمبراجرم* صانونة الهواء* حلاوة صوري حلاوة لبن* بسكت شمار* بسكت لبن* بان* عطرية* هريسة* بيدان* عمبى ضبية* عنجس*بهش* ديمان* دوم* عاط* عباسي* برديخ* كرات* بقل* زيتون ،فرسك ، خريف ، هلوه.
قاموس الكلمات العدنية
حرف الالف
اندو* امبو* اوص* ابنه* اندكه* انداهه* اطعفر* افرم* انجيز* اهجع* اتحنجل* اخطرط* اختمد* اوفه* استاهل* اطبل* ازور* اصور* افتقع.
حرف الباء
بهدله* بنجله* برزه* بون* باهوت* بغته* بيمة* بز* برزه* بلاعة* بالي* بشكة* بوز* بطرة* بعرة* برتن* بوري* برندة* بنديرة* برخشي* بعم* بخشة.
حرف التاء
تحافه* تحيف* تباتيك* تريك* تللة* تشخبط** تكعيف* تمبل* تالو.
حرف الجيم
جزع* جدمة* جدل* جونية* جولي* جلعة* جعات* جيم* جحلة* جد.
حرف الحاء
حبوب* حلتيت* حنجله* حلا* حيس* حشك* حانب* حوسة*حاوش* حفوف* حوايج* حاف* حناني* حديه *حافي.
حرف الخاء
خندريشة* خوق* خفقنة* خمبقة* خايص* خومة* خام رام* خزق* خمدة* خاوي* خرقة* خنططة* خربش* خراط* خريطة.
حرف الدال
دادح* دناسة* درهانة* دغمة* دله* دبج* ديم* دحاشيش* دعس* دريول* دكة* دامر* درنش* دست* دربش* دربوجة* دارة* دروان* دحس* دامس* دحبشة.
حرف الراء
رنجلة* روفل* رمة* ريم* رياحات* روتي* رجفعة* رضحة* راصعي* رقع* ربشة* رعف.
حرف الزاي
زغط* زماطة* زيمة* زبلوط* زعقة* زبط* زناط* زنن* زولي* زؤبة* زعموط* زحفان* زكع* زطة* زوزو* زغفور* زباني.
حرف السين
سافي* سركال* سعبب* ساني* ساحق* ساكع* سحي* ساطح* سدحه* سسته* سقعه* سامان* سوس* سكه* سوي* سوكة* سحدالي* ساي *سلاخ *سهان.
حرف الشين
شوهه* شاحط* شقاديف* شجن* شوط* شطاح* شولة* شعتلة* شفطة* شتني* شل* شيدر* شراطم* شمات* شاخط* شلش* شطيفة* شهفة* شور وقول* شلة* شرشف* شولي* شوتلي* شمبل* شعفة* شخاطيط* شقلبة* شبدله* شخبطة.
حرف الصاد
صنفور* صانونة* صوعة* صفافة* صيبان* صمبوق.
حرف الضاد
ضامر* ضومة* ضابح.
حرف الطاء
طسيس* طماش* طبز* طاهوش* طحس* طافة* طزة* طز* طفي لصي* طمبوز* طري* طناني* طاصعي* طعامة* طحاسة* طحال* طيطة* طينة* طنة* طمبحي.
حرف العين
عري* عواف* عونطي* عر* عرور* عرز* عورة* علاجي* عردود* عناد* عجرة* عمبصة.
حرفة الغين
غاتي* غرغرة* غوبة* غبان.
حرف الفاء
فتاتير* فوشة* فقش* فحاس* فيسع* فحر* فلحسة* فهط* فوتبات* فنخ* فجاع* فشاش* فالتو* فولة* فشفشة* فركشة* فجعة* فلكة.
حرف القاف
قراع* قرم* قعموص* قور* قرادي* قمفزي* قحطي* قبقبة* قمبارة* قشع* قاشعة* قحاشة* قصعة* قزعة* قرموم* قرح.
حرف الكاف
كدافة* كراني* كرع* كور* كمر* كلع* كعض* كرفاسي* كبت* كمنجة* كمبل* كنشلي.
حرف اللام
لوبيش* لخامة* لجج* لاصي* لوك* ليسن* لبه* لحسة* لهف* لطم* لعمص* لحي* لاكع* لعص* لقافة *لمبة.
حرف الميم
مندلل* محارفة* مشجب* مواتاه* مدحسس* مشبقة* مصبنه* مشاطل* مطافحه* مقلايه* مخدرة* مقيل* مخاطيط* معمبص* مليح* معقله* مشجي* مركوز* مشنقل* مطعفر* منشف* مخبوط* مكاوح* ملاوح* مراع* مخافسه* مطيبة* مفعوصه* مبهدل* مراط* مكشر* مراشخه* مرنج* مصمخ* ملمخ* مخمبق* ملمبق* موجابه* ملعوص* مرط* مكعس* مشنتح* مداكمه* ماعص* خربش* مدربش* مقزز* مملعط* مماطل* مشخبط* ملخبط**ملاوق* مداوق* مسخدد* ملخدد* مشهف* ملهف* ماحق* مالص* مجمرة* مرواس* مسرب* موفه* منظره* مزرق* مغرف* مناصل* مقمبر* مصاصه* متنه* مهلوس* منفله* مربخ* مخوق* مراوس* مكسمح* مفنخ* مزرزر* مزرور* مربوش* محشوك* معلامه.
حرف النون
نقرة* نجرة* نتع* ناطف* نيس* ناشف* ناهش* نخشه* نبعه* نده *نعنع.
حرف الهاء
هور* هرور* هكبة* هلاس* هوري* هدره* هباله* هنجمه* هندوان* هندول* هبشة* هروره* هبله* هده* هفه* هاجر* هوس* هبيس* هبار.
حرف الواو
وزغة* والف* واير* ودف.
حرف الياء
يتخاوص* يابس* يبس* يبان* يخرط* يتهنفل* يقرقر* يشرخ* يمرخ* ينخر* ينش* يزارط.
أيش تشتي: ماذا تريد
هبله واحد شاهي: اعطه كوباً من الشاي
بنلعب كبة: سنذهب للعب كرة القدم
اندكوه أجا : ها هو قد أتى
قراع: فطور
كبت: دولاب
هدرة: كلام
راعي لي هناك : انتظر لي هناك
يردع: يضرب بالرأس
يدق برش: يجامل من أجل المصلحة
هدار: بضم الهاء وتعني القوة والتفوق
جاهل: صغير بالسن
زنن: وتعني الشخص المتطفل في شئ لا يعنيه أو الذي يكثر من الكلام في نفس الموضوع ..
شمات: سيئ
وهذي بعض العدنيات :
شاهي ملبن = شاي حليب
خزق = فتحة
زغط = ممر يفصل بين الحارات
حافة = حارة
دارة = ممر بالبيت
بابور = سيارة
حمول = سيارة كبيرة
زعموط = صغير
يسعسع = يدور
داهوفة = هاوية
حناق = مغالط
يتخروع = يخبط بكلامه
يتحنجل = يتعثر
سكهة وربخة = ريحتنا
وفي كمان بعض العبارات التي غالبا ما تقولها الأمهات لأبنائهم :
لك لعينه = لعينه تصغير للعنه
أجع لك وجع = يجعل لك الم
أجع لك صافخ يصفخك = احد يعطيك كف
تفقش = تكسر
مثال
تفقش البيض = تكسر البيض
حالات شادة
تفقش ضحك = تموت ضحك
مليح = حلو او ممتاز
نيويورك
نيويورك ، نيويورك 3
على سطح الامباير ستيت: أيا جارتا لو تشعرين بحالي ..
د. أحمد خيري العمري – القدس العربي
http://www.quran4nahda.com/?p=1217
إعلان دعائي تجاري عن إحدى شركات التأمين، يظهر باستمرار على شاشة القنوات التلفزيونية الأمريكية، ويلخص بإيجاز واقع تعامل الشركات العملاقة التي تسيطر على أمريكا مع المستهلك أو الزبون أو العميل، أو أي مفردة بديلة أخرى حلت بالتدريج محل مفردة "الإنسان"..
في الإعلان، فتاتان صغيرتا السن، لا تتجاوزان الثامنة، تجلسان أمام موظف يرتدي ثيابه الرسمية..
الموظف يسأل الفتاة الأولى ( سمراء وملامحها عادية لكنها تبدو ذكية): هل تريدين حصاناً؟..
ترد عليه بفرح: نعم!
يخرج لها من جيبه حصانا خشبياً صغيراً ويناولها إياه، تأخذه بفرح وتبدأ باللعب به فورا.
يلتفت الموظف إلى الفتاة الأخرى، شقراء وعيناها زرقاوتان، يسألها السؤال ذاته: هل تريدين حصانا؟..
ترد عليه بفرح: نعم!
هذه المرة لا يمد يده إلى جيبه بل يلتفت إلى الخلف ويصدر صوتا كذلك الذي يصدره سائس الخيول.. ويظهر من خلف الحائط حصان حقيقي وسط صيحات الإثارة التي أحدثها ظهوره..
الفتاة الأولى تجتاز صدمتها وإحساسها بالخذلان بسرعة وتلتفت للموظف لتسأله ببساطة: لكنك لم تقل إنه بإمكاني أن أحصل على حصان حقيقي...!
يرد عليها بلؤم وبسرعة كما لو كان مستعدا للسؤال: لكنكِ أنتِ لم تسألي!
الإعلان يروج لشركة تأمين أخرى تقول إنها لا تتصرف "هكذا"، والـ"هكذا" هذه هي ما تفعله معظم الشركات التي تسيطر على الولايات المتحدة حاليا، وليس شركات التأمين فحسب، بل معظم الشركات التي يضطر الناس إلى التعامل معها، سواء كانت شركات الهاتف الجوال أو الهاتف غير الجوال أو الكهرباء أو البريد أو خدمات تزويد الانترنت أو التأمين الصحي.. أو أي شيء يخطر في بالك، هناك دوما شيء لم يخبروك به، وأنت لم تسأل عنه لسبب بسيط: أنه لم يخطر في بالك..
********
ما إن هبطتُ من الباص السياحي أمام الامباير ستيت حتى تلقفني أحدهم: هل تود الدخول إلى الامباير ستيت؟.. أجبته بالإيجاب، سحب البطاقة السياحية التي أحملها معي ونظر إليها وقال على الفور: هذه لن تنفع، عليك أن تضيف عشرين دولارا عليها للدخول..
دفعت العشرين دولارا دون تذمر، لم يكن في بالي أني سأدخل البناء مجانا لمجرد أني دفعت بطاقة سياحية تقول لي إني سأزور من خلالها كل المعالم السياحية في نيويورك، كنت قد فهمت ضمنا، أو حدست على الأقل، أن ذلك يعني أني سأتمكن من المرور أمام هذه المعالم فقط...
قال لي بعد أن دفعت ومع كلامه نظرة ذات مغزى، الآن عليك أن تذهب إلى الركن على اليسار وتنتظر لمدة ساعة لكي تستطيع الدخول إلى البناء.
هتفت بفزع: ساعة كاملة ؟.. هممت أن أساله لِمَ لَمْ يخبرني بذلك قبل أن أدفع له العشرين دولارا.. لكني تذكرت ذلك الإعلان ( أنت لم تسأل..) وتبين لاحقا أني سأتذكر ذلك الإعلان في كل مرحلة من مراحل الصعود إلى قمة الامباير ستيت.
قال لي: تستطيع أن تدفع عشرين دولارا أخرى وتذهب إلى الطابق الثاني في جولة افتراضية لمدة 20 دقيقة ومنها إلى القمة..
نظرت إليه بشك، وفي ذاكرتي العشرات من حالات مشابهة في بلداننا العربية، حيث يقول لك صاحب المكتبة المجاورة لمؤسسة لديك معاملة فيها، أو بائع الشاي على بابها، إنه يعرف موظفا ما في المؤسسة، ويعرض عليك أن يوفر وقتك وجهدك لقاء مبلغ معلوم..
قلت في نفسي: إني مثقل بوساوس نقلتها معي عبر المحيطات، إنها أمريكا يا رجل، ومهما كانت مساوئها فلن يصل الأمر لرشوة على باب الامباير ستيت.. والرجل يرتدي بزة رسمية تخص المبنى، ومعه هذه الآلة التي يسجل عبرها ما دفعته على بطاقتك، أي إنك لن تضع شيئا في الدرج بينما يتظاهر أنه لا يراك، أو إنك لن تضع شيئا في جيبه وأنت تقول: إنها "من أجل الأولاد!.. " أو " من أجل الإفطار !!".. إنها نيويورك، وهذه الأشياء تحدث هناك، أما هنا فالأمر مختلف رغم كل ما أدعي ويدعيه أمثالي من "أعداء النجاح"..
دفعت العشرين دولارا الثانية وأنا أتلفت حولي خوفا من أن ينتهي الأمر بـ "القبض على مسلم عربي يرشي موظفا في نيويورك".. لم يحدث شيء من هذا، أعطاني البطاقة التي دفعت عليها تقريبا بمقدار ثمنها الأصلي من أجل زيارة معلم واحد، بينما كان إعلان البطاقة يتحدث عن زيارة كل معالم نيويورك..
تسللت على أطراف أصابعي إلى الطابق الثاني وأنا لا أزال أبدو كالمتلبس بجرم "تجاوز الطابور".. وفوجئت – عندما وصلت إلى الطابق الثاني أنه ممتلئ بمن هم مثلي، أي إن التخلص من الطابور الأول يتطلب الدخول في طابور آخر..
هذا الطابور الآخر هدفه التأكد أنك قد دفعت "تحت".. لن يجبرك أحد على دفع عشرين دولارا أخرى أو أقل أو أكثر، لكن وسائل أخرى ستجبرك تقريبا على شراء التذكارات من حولك، سيكون هناك تماثيل صغيرة للأمباير ستيت وعليك حتما أن تشتري واحدا منها لكي تخلد زيارتك هذه، وسيكون هناك تماثيل أخرى للامباير ستيت و"كنغ كونغ" معلق في قمتها، وستتذكر ما يقال همسا وتصريحا عن وجود معان خفية في القصة بأسرها، فالكنغ كونغ في الفلم السينمائي هو قرد ضخم عملاق جيء به قسرا من أفريقيا إلى أمريكا ثم خرج عن السيطرة وتمرد على أغلاله، وقيل دوما إن القصة ترمز للسود في أمريكا الذين جيء بهم قسرا إلى أمريكا، والذين كثيرا ما يلقبون، ضمن ألقاب عنصرية اخرية، بالشمبانزي..
عندما ترى تمثال الكنغ كونغ على قمة الامباير ستيت، وبجانبه بالضبط تمثال أوباما، فان فكرة وصول السود إلى القمة، والتحريض الموجود في القصة سيأخذ أبعادا أخرى.. سيكون هناك تمثال دمية للسيدة الأولى ميشيل أوباما التي تعامل بالضبط كما لو كانت نجمة سينما، وسيكون هناك تمثال تذكاري للكلب الأول، كلب العائلة الرئاسية الذي يطلق عليه " بو أوباما" أي اسمه واسم عائلته حسب الأصول، وأخباره تتصدر أحيانا النشرات الإخبارية في السي أن إن وسواها .. (يخيل لي أن اختيار هذا الاسم المكون من حرفين بتشابه كبير مع اسم الرئيس السابق بالنسبة للكلب لم يكن مصادفة، لكن هذا محض سوء ظن حملته معي من الشرق الأوسط المتخلف الذي ينوء بحمل أفكار سلبية كهذه، أما هنا فالأمر مختلف وهم يتعاملون مع أعدائهم ومنافسيهم باحترام، عليك فقط أن تحرص على عدم متابعة الأخبار أو البرامج الحوارية لكي تتأكد من هذا، علما أن كل ضيوف برنامج "الاتجاه المعاكس" يستحقون جائزة في الأخلاق والأدب مقارنة بما يدور في برامج فوكس نيوز وMSNBC )..
إذا صمدت بوجه التذكارات فإن عليك أن تصمد بوجه رائحة الطعام التي تنبعث من كل مكان والتي تجعل مَنْ تشكل ذوقه على ثقافة الوجبات السريعة يسرع هو الآخر لشراء وجبة في ظل الانتظار.. حتى قاطعة التذاكر التي يفترض أن تبيعك التذكرة أو تتأكد من أنك ابتعتها من الموظف الآخر في الشارع، ستسألك قبل ذلك إن كنت تريد شيئا من المأكولات أو المشروبات قبل أن تتأكد من بطاقتك، وبجانبها سيكون هناك بطاقة تقول: " نقبل كل بطاقات الاعتماد بكل فخر !!!!!" We proudly accept all credit cards ويعني ذلك أن لا داعي لتقلق إذا كانت جيوبك قد فرغت من النقود، يمكن فقط أن تمرر بطاقة الاعتماد – مهما كان نوعها بكل فخر- وينتهي الأمر هنا..
سيستغرق الأمر كله حوالي 20 دقيقة، وأنت لم تبدأ الجولة الافتراضية بعد، وسيتم تنبيهك قبل الدخول إلى هذه الجولة أن من لديه مشاكل في العمود الفقري عليه أن لا يدخل !! لماذا لم يخبروك بذلك قبل أن تدفع؟ "لكنك لم تسأل !!".. .لماذا أصلا هذا التحذير وأنت تدخل جولة افتراضية وليس جولة مصارعة حرة؟؟
سنعرف لاحقا، خلال ذلك تظهر لنا على الشاشة "مرشدة افتراضية" تمثل كل افتراضات السياح عن الحلم الأمريكي، تقول إن اسمها "ديزيريه "، والاسم له وقع فرنسي يلهب خيال السياح، وربما يزعج زوجاتهم، لن يكون هناك أي داع حقيقي لوجود هذه المرشدة الافتراضية إلا للتغطية على المرشدة "غير الافتراضية" التي ستدخل علينا فور انتهاء ديزيريه من شرحها المغناج غير الضروري..
المرشدة الواقعية هي أقرب للصورة الحقيقية لأمريكا المعاصرة، إنها سوداء ( البيض سيصبحون أقلية في أمريكا بحلول عام 2050 ولن يكون ذلك بسبب السود فقط بل بسبب الهجرة من دول أمريكا اللاتينية والآسيوية ونمط التكاثر والإنجاب عند هؤلاء المهاجرين) وبدينة ( رغما عن أنف هوليوود، 65 % من الأمريكيين يعانون من البدانة المفرطة).. ولا علاقة لها بالغنج، كونها سوداء وبدينة لا يعني أن ديزيريه الافتراضية أفضل منها، إنها مجرد امرأة أخرى تسعى من أجل رزقها وتعمل في بناء يمثل الحلم الأمريكي بينما تمثل هي الجانب الآخر من هذا الحلم.. الواقع الذي قد يشيح الآخرون بوجوههم عنه ويصوبون أعينهم نحو الحلم في خيالهم ..
قالت لنا المرشدة الحقيقية شيئا لطيفا ولكن على نحو غير لطيف.. بالضبط مثل ذلك الصوت الذي يظهر لك على الهاتف في "خدمة رعاية الزبائن" ليؤكد لك أن مكالمتك تهمه ولكن يتركك تنتظر لاختبار صبرك..
الجولة الافتراضية في نيويورك تستغرق حوالي ثلاثين دقيقة، وبالتالي تكون قد دفعت عشرين دولارا لكي لا تقف في الطابور الذي يستغرق ساعة، ولكنك وقفت لمدة عشرين دقيقة من أجل انتظار ما سيستغرق ثلاثين دقيقة، أي إن الأمر سيان ،.. كل ما في الأمر أنهم قاموا بإلهائك في هذه الفترة، لكن لماذا لم يخبرك أحد؟ يجب أن تعرف الآن.. أنت لم تسأل!..
الجولة الافتراضية ليست سوى فيلم تشاهده عن مدينة نيويورك وأنت تجلس في مقعدك كما لو كنت في طائرة، ما هو افتراضي هنا أن التصوير يتم من الطائرة وأنك ومقعدك ستتقلب في المقعد كما لو أنك كنت في هذه الطائرة، وستنتهي الجولة الافتراضية وألم ظهرك ليس افتراضيا، كذلك الغثيان والشعور بالرغبة بالتقيؤ..
أخيرا نتجه إلى المصعد الذي يفترض أنه سيؤدي بنا إلى سطح الامباير ستيت، طابور آخر، يمر هذا الطابور بمصور فوتوغرافي يجبرك على الوقوف أمام مجسم افتراضي للامباير ستيت ليلتقط لك صورة تخلد زيارتك للمبنى، الصورة بعشرة دولارات، لكن يمكن أن تحتج مثلي على كل هذا ولا تذهب لاستلامها وبالتالي تفلت من الدفع..
قبل الوصول إلى المصعد اكتشفت أني سرت في الطريق الخطأ( لعدم وجود أي لافتة) واكتشفتني موظفة المصعد وقالت إن علي أن أدفع بطاقة أخرى، حاولت أن أفهمها ما حدث لكنها كانت تتصرف كما لو أن "عدم الفهم" جزء من توصيفها الوظيفي خاصة عندما يتعلق الأمر ببطاقة يجب أن يعاد شراؤها.. موظف البطاقات بدا متفهما لما حدث كما لو كان هذا يحدث دائما لكنه قال: علي أن أدفع ثمن بطاقة أخرى بكل الأحوال !!..
هذا بالضبط ما يحدث في أمريكا، ربما لن يكون هناك موظف يفتح لك درج مكتبه ويشير لك أن تدفع المقسوم، ولن يكون هناك بائع في مكتبة مجاورة يقول لك إنه يعرف المسؤول الفلاني، لكن هناك نظام كامل قائم على تقديس الربح واعتباره القيمة الأولى وربما الوحيدة، وهو ما يشرعن النهب والسرقة وامتصاص دم الناس ويسهل استسلامهم لذلك كله، إنهم يصيرون بالتدريج جزءا من هذا النظام في وظائفهم وأعمالهم، وبالتالي يصيرون شركاء في الجريمة بشكل يصعب عليهم أن يلاحظوا الظلم الموجود في النظام ككل، ناهيك عن التمرد ضد هذا الظلم.. ، بينما الأمر عندنا لا يزال في نطاق الفساد الإداري للأنظمة، صحيح أن الأمر لم يعد يثير حفيظتنا وأننا تعودنا عليه لكن الأمر لا يزال لا يخلو من تذمر وإن لم يكن هناك بوادر لتحول التذمر من الفساد إلى تمرد على هذا الفساد..
أخيرا وصلنا إلى قمة الامباير ستيت، ، الزحام شديد والريح سريعة وصوتها عال جدا، لا شيء يشبه ذلك المنظر الرومانسي الحالم الذي قدمته هوليوود، ليس هناك أي متسع للقاء غرامي أو لكلام عشاق إلا إذا كانا من رواد الفضاء مثلا..
المنظر باختصار مخيب للآمال، لا أريد أن أحسب كم "عشرين دولارا " دفعت، لكن الأمر أكبر من ذلك.. أحسست أن الهدف الأساس من الوصول إلى القمة، ليس مشاهدة شيء لم تشاهده من قبل، أو معرفة شيء لم تعرفه أو تدركه من قبل، ليس هناك هدف سوى أن تقول إنك زرت الامباير ستيت وتلتقط صورة على قمتها بكل ما تمثل من رمزية في الحلم الأمريكي.. لم أشعر أني وحدي في هذا الإحساس، على الوجوه كنت تقرأ إحساسا عاما بالخيبة، كما لو كان الجميع يقولون "" هل هذا كل شيء؟".. لكنهم يغطون إحساسهم بالخيبة بالتقاط الصور التي ستثبت للأصدقاء (ولأصدقاء الأصدقاء !) على الفيس بوك أنهم كانوا فعلا هناك..
تذكرت قصة للأديبة الكبيرة غادة السمان، تروي فيها البطلة خيبتها عندما رأت نهر الدانوب الشهير، الذي رسمت له في بالها صورة زرقاء جدا بإيحاء معزوفة "الدانوب الأزرق" لشتراوس.. لكنها تفاجأ بالنهر رماديا كئيبا وقد ملأته المجارير بالقاذورات وفضلات المصانع.. تروي خيبه أملها تلك لسائق السيارة الذي أقلها، وتحكي له عن حطام أحلامها، وتعتقد أنه ينصت لأحزانها باهتمام، ثم تكتشف أن بينها وبينه حائطاً زجاجياً لم تنتبه له.. وأنه لم يسمع كلمة واحدة مما قالت..
الأمر على الامباير ستيت مشابه جدا، تكتشف بعد العناء أنك تطل على غابة من ناطحات السحاب الإسمنتية المتراصة، الإنسان فيها مسحوق تماما، إنه الأداة التي عبرها ارتفع هذا البناء كله، لكن هذا البناء لم يرفعه، بل زاد من الثقل على كاهله.. تحول بالتدريج ليحمل ناطحات السحاب على أكتافة، لينسحق تحتها بينما تثري طبقة لا يتجاوز حجمها 1 % وترمي له بالفتات وتهدده بالبطالة إن لم يستمر بحملها على أكتافه، لم يعد مصاصو الدماء المعاصرون بحاجة إلى أن يقتربوا من ضحاياهم ويغرسوا أنيابهم في أعناقهم، صار الضحايا يتبرعون بدمائهم في قنانٍ "وهم صاغرون.. "
تقف على سطح الامباير ستيت وتستشعر خيبة البشرية، ستشعر أن سؤالا جديدا يضاف إلى أسئلتها المزمنة: هل استحق الأمر كل هذا العناء ؟.. أم إنه زاد العناء رهقا وما قدم الهدف المنشود ابتداءً؟..
على سطح الامباير ستيت، ستتذكر ذلك الوعد الإلهي "سنرهقه صعودا".. كأنما سيكون الصعود هنا محكوما بالرهق والعناء العبثي ما دام قد انفصل عن القيم الإلهية لحظة صعوده.. ستبدو لك الآية في إعجازها الدائم كما لو أنها تجمع بين ناطحات السحاب وبين كل الأمراض التي صاحبت عصر ناطحات السحاب.. القلق، الكآبة، الطلاق، الولادات غير الشرعية، الانتحار.. و كل ذلك في كلمتين اثنتين فقط.. "سنرهقه صعودا"..
ستبدو لك الريح العالية على سطح الامباير ستيت كما لو أنها تقول لك بصوتها العالي إن البشرية صارت في مهب الريح، وستبدو لك ناطحات السحاب التي تراها من هناك كما لو أنها شواهد إسمنتية عملاقة لمقبرة كبيرة دفنت الإنسانية فيها كل قيمها وثوابتها، فخسرت أعظم ما تملك.. ولم تربح شيئا مهما بالمقابل..
لم أكن أدري أن الحمام يمكن له يطير على هذا الارتفاع، لكني فوجئت على سطح الامباير ستيت بحمامة تقف على حافة السياج الذي صمم خصيصا لمنع الانتحار.. كانت حمامة دامعة العينين كما لو أن دمعها جزء من عينيها، ترتجف من شدة الريح أو من شيء آخر..، بدت كما لو كانت تائهة وقد وصلت إلى هنا بالخطأ ولم يعد هناك مجال للعودة (مثل الكثيرين ممن حطوا على الحلم الأمريكي ولم يعد بإمكانهم التراجع عنه.. )..
في الوجدان الشعبي الشرقي عامة والعراقي خاصة، ترتبط الحمامة بالفراق والحنين، دوما هناك من يبث الحمام لواعجه ويحمله رسالة إلى حبيب مفارق، أو إلى وطن نفارقه ولكنه لا يفارقنا..
بدت هذه الحمامة أضعف من أن تتحمل رسالة كهذه، بل بدت كما لو أنها تريد تحميلي أنا رسالة ما..
تذكرت قصيدة لم تأت في بالي منذ أيام الثانوية الغابرة، ولعل هذه المرة الأولى التي يذكر فيها أبو فراس الحمداني على سطح الامباير ستيت ، تذكرت حواره مع حمامة وقفت عند نافذة سجنه
" أقــول وقد ناحت بقربي حـــمامة.. أيـــا جــارتا لـــو تشعـرين بحالي".. ورأيته هنا يتمثل البشرية بأسرها "أيا جــــــارتا ما أنصف الدهر بيننـا.. تعالي أقاسمـــــك الهموم تعالي".. وستكون "القسمة" ضيزى، تستأثر البشرية فيها بحصاد الهموم بما لا يقارن..
" أيضحك مأســـــــور وتبكي طليقة.. ويسكت محــــزون ويندب سالي" ولكن المأسور هنا ليس أبا فراس أو أي سجين خلف القضبان فحسب، إنه أيضا ذلك المأسور الذي يتوهم أنه حر، ويتوهم أنه سعيد، ولا يرى أن كل ما حدث هو أن الأغلال تغير شكلها وصارت أكثر خفاء وحذقا، وأنهم غرسوا مفهوما جديدا للسعادة يكاد يطابق "آلية الإنكار" الذي يواجه به البعض مصائبهم ومشاكلهم..
على سطح الامباير ستيت، تذكرت، أنا العراقي الذي يختزن كل مواويل الحزن وقصصه في ذاكرته، ذلك البيت الأخير الهائل من قصيدة أبي فراس الحمداني العراقي الموصلي (مثلي بكل فخر.. )..
"لقد كنتُ أولى منك بالدمع مقلة.. ولكن دمعي في الحـــوادث غالي"..
أمسكت دمعة عراقية متكبرة، تتمسك بالأهداب بإباء، وقلت كما سيقول أي عراقي: وأنا أيضا....
رابطة "متحجبات ضد الحجاب"..
د.أحمد خيري العمري- القدس العربي
http://www.quran4nahda.com/?p=1234
عندما يأتي الهجوم على الحجاب من غير المحجبات، فذلك أمر غير مستغرب، ولم يعد يثير أي تعليق، أما أن يأتي الهجوم على الحجاب من نسوة يرتدينه بكامل إرادتهن، فهو أمر يستحق التوقف والتحليل..
وهجوم النوع الثاني مختلف حتما عن هجوم النوع الأول، فبينما تميزت رائدات النوع الأول باللغة الهجومية المباشرة على الحجاب باعتباره قيداً على المرأة وباعتباره نتج عن ظروف تاريخية في مجتمع بطريركي أبوي ذكوري.. إلى آخر العدة التي يستخدمها تيار"النسوية" و المستوردة قلبا وقالبا ومعدات من الغرب، وباستخدام أقذع الألفاظ أحيانا، فإن الهجوم الثاني، يستخدم لغة أكثر تهذيبا، بل ويُظهر الدفاع عن الحجاب، وهو أمر مفهوم ما دام صادرا عن نسوة يرتدينه، لكن الحقيقة هي أن نتائج هذا الهجوم المهذب على المدى البعيد قد تكون أشد وأسوأ من الهجوم المقذع الأول، الذي يخسر الكثير تلقائيا بمجرد أن يعلن هجومه..
لكن كيف يمكن لمتحجبات أن يهاجمن الحجاب؟ وأية مصداقية لهن بعد هذا؟ الحقيقة أنهن ويا للأسف يكتسبن مصداقيتهن في هذا التناقض، فهن لا يهاجمن الحجاب، بل يهاجمن فقط "كونه فريضة".. وهذا يجعل من ارتدائهن الحجاب محض خيار شخصي، زيادة خير أو تقوى.. أو اختيار من بين عدة أقوال وآراء في الأمر.. لكنه ليس "أمرا شرعيا ملزما"..
وهذا بالذات هو أخطر ما يمكن أن يواجهه الحجاب في هذا العصر، فالحجاب هنا ليس مجرد قطعة قماش يغطى بها الشعر أو أكثر، بل هو جزء من مواجهة حضارية بين قيم مختلفة المنبع ومختلفة التوجه، والحجاب يحتل دورا رمزيا فيها ليس لأنه يمثل جزءاً من هوية نصف المجتمع فحسب، ولكن لأنه يختصر الكثير من قيم هذا المجتمع كله بذكوره وإناثه.. بعلاقتهم ببعضهم، بمفهوم العفة، بالفصل بينهم الذي لا يمنع التفاعل ومشاركة المرأة في بناء المجتمع بقدر ما يسهلها ويزيح عنها العراقيل.. ( لو كان الإسلام يمنع المرأة من الخروج للمشاركة في بناء المجتمع لما كان هناك داع أصلا لذكر الحجاب في القرآن الكريم..)
ونحن هنا لا نقول إن كل متحجبة تملك القيم المذكورة، أو إن كل غير متحجبة لا تملكها، ففي الحالتين سيكون هذا تجاهلاً لحقائق معلومة عن حال بعض المتحجبات، وحال بعض غير المتحجبات، لكن هذا مجرد جزء من تعقيدات الوضع الحالي واختلاطه..
بعبارة أخرى، القول بأن الحجاب مجرد خيار، وليس فريضة، سينسحب أولا وأخيرا على القيم التي يمثلها، وهو أمر مشاهد ومحسوس ولم يعد محض افتراض على الإطلاق، لكنه ينسحب لاحقا، وعلى نحو أقل ظهورا وأكثر خطرا، على جوهر الإسلام نفسه..
كيف ؟.. ببساطة لأنه يجرد تعليمات الإسلام من صفة الإلزام، يجرد الإسلام من معناه الأولي، معنى الاستسلام والخضوع والانقياد لله تعالى، يستحيل كل شئ مضببا ومطاطا وقابلا للأخذ والرد والمساومة بحيث لا يعود الحلال حلالا ولا الحرام حراما، لا الـ(النعم) تبقى نعم ولا الـ (لا) تبقى لا.. وهذا هو أخطر ما يمكن أن يواجه الإسلام في الوقت الحالي، الكل ينبه ويحذر من خطر اختطاف الإسلام على أيدي المتطرفين، والخطر قائم بلا شك، لكن خطر الاختطاف على أيدي المميعين ليس أقل شرا، بل ربما يكون أكثر تأثيرا على المدى البعيد، وقد تؤدي ردود الأفعال الناتجة عنه إلى تغذية الخطر الأول وإعطائه شرعية رد الفعل..
أخطار التطرف واضحة وجلية ودموية، والنفس الإنسانية السوية تعف عنها ببساطة، وهذا ما يمكن أن يكون سدا منيعا ضدها، لكن أخطار التمييع قد تكون أقل ظهورا، وهذا تحديدا هو مكمن الخطر في "المتحجبات ضد الحجاب".. فالتمييع عندما يصدر عن جهة غير ملتزمة فإن الأمر بالنسبة للمتلقي يكون منطقيا، مجرد شخص آخر أو أخرى يقول إن الحجاب أو غيره من تعليمات الإسلام غير ملزمة وغير ضرورية، لا مصداقية في هذا لأن الأمر قد يكون فيه هوى شخصي، أما عندما تتحدث المتحجبة عن الأمر، فإنها عمليا تخرج نفسها من دائرة "الهوى الشخصي".. وتترك عند المتلقي أثرا عمليا على نحو تلقائي وقد لا يدركه المتلقي على الفور..
ولا يعني كل ما سبق أننا نقول بإمكانية إلزام غير المتحجبات بالحجاب مثلا ( أو سواه من تعليمات الإسلام ..) لكن في الوقت نفسه عدم الإلزام لا يجب أن يتناقض مع التوصيف الصحيح المبني على حكم الشريعة، الخطأ يجب أن يوصف بأنه خطأ، وإلا تساوت الأشياء وانعدم الحافز على أداء الصواب..
الحرية الشخصية، بمفهومها الغربي الذي يحاول البعض تمريره وأسلمته، تساوي بين عدد كبير من المتناقضات والمتضادات تحت شعار الحرية الفردية والشخصية، لكن مفهوم "المسؤولية الإنسانية" في الإسلام، يعطي للإنسان خيار الخطأ، ويحمله أيضا مسؤولية هذا الخطأ.. وهكذا "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".. يستطيع الكافر هنا أن يكفر إن اختار هو الكفر وأصر عليه.. لكن عليه أن يتحمل عاقبة كفره لاحقا، وعلى حملة الخطاب القرآني أن لا يزينوا الخطأ – أو الكفر!- بهذه الحجة أو تلك.. (والأمثال تضرب ولا تقاس ونحن لا نساوي هنا حتما بين الكفر وعدم ارتداء الحجاب..)
الاستثناء الوحيد الذي يمكن فهمه هنا هو الدفاع عن الحجاب في الغرب تحت شعار "الحرية الشخصية".. والأمر مختلف بطبيعة الحال ولا يجب تعميم ذلك كما لا يجب التمادي فيه حتى ضمن المنظومة الغربية..
لكن لِم يمكن أن يكون كل هذا خطرا على الإسلام؟ لأنه ببساطة يهدف إلى تحويل الإسلام إلى دين كنسي شعائري، يتم تحييده عن قيادة المجتمع والأمة بنزع صفة الإلزام عن تعليماته، وتحويله إلى مجرد وسيلة لتخفيف التوتر الناتج عن ضغوط الحياة المعاصرة عبر الشعائر والروحانيات، وسيلة للعمل الخيري الاجتماعي الذي يخفف على الفقراء والمظلومين ولكنه عمليا يديم فقرهم والظلم الواقع عليهم لأنه يجردهم من شعورهم بضرورة التغيير الجذري ومعالجة المرض بمعالجة أسبابه الرئيسية وليس أعراضه الناتجة عنه .. أي إنه سيوظف هنا لصالح الإبقاء على الأمر الواقع الذي لم يعد ممكنا الاستمرار فيه لولا هذه "الترميمات" وسواها، كما أنه في الوقت نفسه يسحب من الإسلام صفة البديل الحضاري الممكن والكامن ويكرس وضع التابع الذي يضطر لتغيير أولوياته وإلغاء بعضها تماشيا مع أولويات الغرب حذو القذة بالقذة..
لكن لماذا تفعل أية متحجبة ذلك؟.. سيكون جواب العمالة (الجاهز دوما ) تسطيحيا لموضوع شديد التعقيد، ويا ليت لو كان الأمر كذلك، لكن الحقيقة أن هؤلاء (نساءً ورجالا في ميادين أخرى) غالبا ليسوا عملاء للغرب وللمشروع الغربي إلا بقدر ما يكون المريض المصاب بفايروس ما عميلا لهذا الفايروس عندما يقوم بنشره.. لقد أصيبوا بالفايروس وانتهى الأمر، هذا الفايروس امتلكهم وسيطر عليهم، من وجهة نظر هذا الفايروس، هم ليسوا سوى وسيلة لتكاثره وانتشاره..
الانتماء الفكري لهذه النماذج يكون قريبا من مبادئ صحيحة في أصلها لكن تمّ مطّها واختزال الإسلام بها ( مثل لا إكراه في الدين ) أو من شعارات ما أنزل الله بها من سلطان مثل (قبول الآخر)- الذي يؤدي عندهم إلى تحقير الذات-.. ولكن كل هذا لا يكون غالبا سوى شعارات برّاقة تخفي استلابهم العميق لكل ما هو غربي، عقدة نقصهم هذه تجاه الغرب التي تحولت عندهم إلى عقيدة نقص لا مساس بها، هي التي تجعلهم عرضة لأن يتحولوا إلى وسيلة لتكاثر هذا الفايروس..
من وجهة نظر الفايروس أيضا، فإنه سينتشر أفضل عندما يحمله شخص لا تبدو عليه علامات المرض، وهذا بالضبط ما تفعله عضوات رابطة "متحجبات ضد الحجاب "، إذ إن حجابهن سيوحي للجميع أن مناعتهن ضد الغرب وفايروساته قوية.. وهذا بالضبط هو الفخ الذي يسهل عملية انتقال الفايروسات..
من العلامات الأخرى المميزة للمرض ولحامليه، هي أن افتتاح الكلام يكون غالبا مؤكدا على "كراهية أمريكا " ثم تأتي جملة استدراكية تضم كل أدوات الاستدراك والاستثناء والحصر الممكنة لتحول هذه الكراهية المعلنة إلى علاقة عشق سلبية لكل ما يمت بصلة إلى أمريكا.. يكفي القليل من الاستفزاز لجعلهم ( أو جعلهن ) يصرحن بصوت عال، كما قالت لي أحداهن وبعدما كانت افتتحت كلامها بتلاوة براءتها من أمريكا، إلى أن تقول ببساطة: إن أمريكا هي أم الدنيا..
بالمناسبة ، حجابها موافق تماما للمواصفات الشرعية..
المشكلة هي أن الفايروس قد استوطن ما تحت الحجاب...
د.أحمد خيري العمري- القدس العربي
http://www.quran4nahda.com/?p=1234
عندما يأتي الهجوم على الحجاب من غير المحجبات، فذلك أمر غير مستغرب، ولم يعد يثير أي تعليق، أما أن يأتي الهجوم على الحجاب من نسوة يرتدينه بكامل إرادتهن، فهو أمر يستحق التوقف والتحليل..
وهجوم النوع الثاني مختلف حتما عن هجوم النوع الأول، فبينما تميزت رائدات النوع الأول باللغة الهجومية المباشرة على الحجاب باعتباره قيداً على المرأة وباعتباره نتج عن ظروف تاريخية في مجتمع بطريركي أبوي ذكوري.. إلى آخر العدة التي يستخدمها تيار"النسوية" و المستوردة قلبا وقالبا ومعدات من الغرب، وباستخدام أقذع الألفاظ أحيانا، فإن الهجوم الثاني، يستخدم لغة أكثر تهذيبا، بل ويُظهر الدفاع عن الحجاب، وهو أمر مفهوم ما دام صادرا عن نسوة يرتدينه، لكن الحقيقة هي أن نتائج هذا الهجوم المهذب على المدى البعيد قد تكون أشد وأسوأ من الهجوم المقذع الأول، الذي يخسر الكثير تلقائيا بمجرد أن يعلن هجومه..
لكن كيف يمكن لمتحجبات أن يهاجمن الحجاب؟ وأية مصداقية لهن بعد هذا؟ الحقيقة أنهن ويا للأسف يكتسبن مصداقيتهن في هذا التناقض، فهن لا يهاجمن الحجاب، بل يهاجمن فقط "كونه فريضة".. وهذا يجعل من ارتدائهن الحجاب محض خيار شخصي، زيادة خير أو تقوى.. أو اختيار من بين عدة أقوال وآراء في الأمر.. لكنه ليس "أمرا شرعيا ملزما"..
وهذا بالذات هو أخطر ما يمكن أن يواجهه الحجاب في هذا العصر، فالحجاب هنا ليس مجرد قطعة قماش يغطى بها الشعر أو أكثر، بل هو جزء من مواجهة حضارية بين قيم مختلفة المنبع ومختلفة التوجه، والحجاب يحتل دورا رمزيا فيها ليس لأنه يمثل جزءاً من هوية نصف المجتمع فحسب، ولكن لأنه يختصر الكثير من قيم هذا المجتمع كله بذكوره وإناثه.. بعلاقتهم ببعضهم، بمفهوم العفة، بالفصل بينهم الذي لا يمنع التفاعل ومشاركة المرأة في بناء المجتمع بقدر ما يسهلها ويزيح عنها العراقيل.. ( لو كان الإسلام يمنع المرأة من الخروج للمشاركة في بناء المجتمع لما كان هناك داع أصلا لذكر الحجاب في القرآن الكريم..)
ونحن هنا لا نقول إن كل متحجبة تملك القيم المذكورة، أو إن كل غير متحجبة لا تملكها، ففي الحالتين سيكون هذا تجاهلاً لحقائق معلومة عن حال بعض المتحجبات، وحال بعض غير المتحجبات، لكن هذا مجرد جزء من تعقيدات الوضع الحالي واختلاطه..
بعبارة أخرى، القول بأن الحجاب مجرد خيار، وليس فريضة، سينسحب أولا وأخيرا على القيم التي يمثلها، وهو أمر مشاهد ومحسوس ولم يعد محض افتراض على الإطلاق، لكنه ينسحب لاحقا، وعلى نحو أقل ظهورا وأكثر خطرا، على جوهر الإسلام نفسه..
كيف ؟.. ببساطة لأنه يجرد تعليمات الإسلام من صفة الإلزام، يجرد الإسلام من معناه الأولي، معنى الاستسلام والخضوع والانقياد لله تعالى، يستحيل كل شئ مضببا ومطاطا وقابلا للأخذ والرد والمساومة بحيث لا يعود الحلال حلالا ولا الحرام حراما، لا الـ(النعم) تبقى نعم ولا الـ (لا) تبقى لا.. وهذا هو أخطر ما يمكن أن يواجه الإسلام في الوقت الحالي، الكل ينبه ويحذر من خطر اختطاف الإسلام على أيدي المتطرفين، والخطر قائم بلا شك، لكن خطر الاختطاف على أيدي المميعين ليس أقل شرا، بل ربما يكون أكثر تأثيرا على المدى البعيد، وقد تؤدي ردود الأفعال الناتجة عنه إلى تغذية الخطر الأول وإعطائه شرعية رد الفعل..
أخطار التطرف واضحة وجلية ودموية، والنفس الإنسانية السوية تعف عنها ببساطة، وهذا ما يمكن أن يكون سدا منيعا ضدها، لكن أخطار التمييع قد تكون أقل ظهورا، وهذا تحديدا هو مكمن الخطر في "المتحجبات ضد الحجاب".. فالتمييع عندما يصدر عن جهة غير ملتزمة فإن الأمر بالنسبة للمتلقي يكون منطقيا، مجرد شخص آخر أو أخرى يقول إن الحجاب أو غيره من تعليمات الإسلام غير ملزمة وغير ضرورية، لا مصداقية في هذا لأن الأمر قد يكون فيه هوى شخصي، أما عندما تتحدث المتحجبة عن الأمر، فإنها عمليا تخرج نفسها من دائرة "الهوى الشخصي".. وتترك عند المتلقي أثرا عمليا على نحو تلقائي وقد لا يدركه المتلقي على الفور..
ولا يعني كل ما سبق أننا نقول بإمكانية إلزام غير المتحجبات بالحجاب مثلا ( أو سواه من تعليمات الإسلام ..) لكن في الوقت نفسه عدم الإلزام لا يجب أن يتناقض مع التوصيف الصحيح المبني على حكم الشريعة، الخطأ يجب أن يوصف بأنه خطأ، وإلا تساوت الأشياء وانعدم الحافز على أداء الصواب..
الحرية الشخصية، بمفهومها الغربي الذي يحاول البعض تمريره وأسلمته، تساوي بين عدد كبير من المتناقضات والمتضادات تحت شعار الحرية الفردية والشخصية، لكن مفهوم "المسؤولية الإنسانية" في الإسلام، يعطي للإنسان خيار الخطأ، ويحمله أيضا مسؤولية هذا الخطأ.. وهكذا "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".. يستطيع الكافر هنا أن يكفر إن اختار هو الكفر وأصر عليه.. لكن عليه أن يتحمل عاقبة كفره لاحقا، وعلى حملة الخطاب القرآني أن لا يزينوا الخطأ – أو الكفر!- بهذه الحجة أو تلك.. (والأمثال تضرب ولا تقاس ونحن لا نساوي هنا حتما بين الكفر وعدم ارتداء الحجاب..)
الاستثناء الوحيد الذي يمكن فهمه هنا هو الدفاع عن الحجاب في الغرب تحت شعار "الحرية الشخصية".. والأمر مختلف بطبيعة الحال ولا يجب تعميم ذلك كما لا يجب التمادي فيه حتى ضمن المنظومة الغربية..
لكن لِم يمكن أن يكون كل هذا خطرا على الإسلام؟ لأنه ببساطة يهدف إلى تحويل الإسلام إلى دين كنسي شعائري، يتم تحييده عن قيادة المجتمع والأمة بنزع صفة الإلزام عن تعليماته، وتحويله إلى مجرد وسيلة لتخفيف التوتر الناتج عن ضغوط الحياة المعاصرة عبر الشعائر والروحانيات، وسيلة للعمل الخيري الاجتماعي الذي يخفف على الفقراء والمظلومين ولكنه عمليا يديم فقرهم والظلم الواقع عليهم لأنه يجردهم من شعورهم بضرورة التغيير الجذري ومعالجة المرض بمعالجة أسبابه الرئيسية وليس أعراضه الناتجة عنه .. أي إنه سيوظف هنا لصالح الإبقاء على الأمر الواقع الذي لم يعد ممكنا الاستمرار فيه لولا هذه "الترميمات" وسواها، كما أنه في الوقت نفسه يسحب من الإسلام صفة البديل الحضاري الممكن والكامن ويكرس وضع التابع الذي يضطر لتغيير أولوياته وإلغاء بعضها تماشيا مع أولويات الغرب حذو القذة بالقذة..
لكن لماذا تفعل أية متحجبة ذلك؟.. سيكون جواب العمالة (الجاهز دوما ) تسطيحيا لموضوع شديد التعقيد، ويا ليت لو كان الأمر كذلك، لكن الحقيقة أن هؤلاء (نساءً ورجالا في ميادين أخرى) غالبا ليسوا عملاء للغرب وللمشروع الغربي إلا بقدر ما يكون المريض المصاب بفايروس ما عميلا لهذا الفايروس عندما يقوم بنشره.. لقد أصيبوا بالفايروس وانتهى الأمر، هذا الفايروس امتلكهم وسيطر عليهم، من وجهة نظر هذا الفايروس، هم ليسوا سوى وسيلة لتكاثره وانتشاره..
الانتماء الفكري لهذه النماذج يكون قريبا من مبادئ صحيحة في أصلها لكن تمّ مطّها واختزال الإسلام بها ( مثل لا إكراه في الدين ) أو من شعارات ما أنزل الله بها من سلطان مثل (قبول الآخر)- الذي يؤدي عندهم إلى تحقير الذات-.. ولكن كل هذا لا يكون غالبا سوى شعارات برّاقة تخفي استلابهم العميق لكل ما هو غربي، عقدة نقصهم هذه تجاه الغرب التي تحولت عندهم إلى عقيدة نقص لا مساس بها، هي التي تجعلهم عرضة لأن يتحولوا إلى وسيلة لتكاثر هذا الفايروس..
من وجهة نظر الفايروس أيضا، فإنه سينتشر أفضل عندما يحمله شخص لا تبدو عليه علامات المرض، وهذا بالضبط ما تفعله عضوات رابطة "متحجبات ضد الحجاب "، إذ إن حجابهن سيوحي للجميع أن مناعتهن ضد الغرب وفايروساته قوية.. وهذا بالضبط هو الفخ الذي يسهل عملية انتقال الفايروسات..
من العلامات الأخرى المميزة للمرض ولحامليه، هي أن افتتاح الكلام يكون غالبا مؤكدا على "كراهية أمريكا " ثم تأتي جملة استدراكية تضم كل أدوات الاستدراك والاستثناء والحصر الممكنة لتحول هذه الكراهية المعلنة إلى علاقة عشق سلبية لكل ما يمت بصلة إلى أمريكا.. يكفي القليل من الاستفزاز لجعلهم ( أو جعلهن ) يصرحن بصوت عال، كما قالت لي أحداهن وبعدما كانت افتتحت كلامها بتلاوة براءتها من أمريكا، إلى أن تقول ببساطة: إن أمريكا هي أم الدنيا..
بالمناسبة ، حجابها موافق تماما للمواصفات الشرعية..
المشكلة هي أن الفايروس قد استوطن ما تحت الحجاب...
الجمعة، 29 يناير 2010
الأربعاء، 18 نوفمبر 2009
عالج نفسك بالعسل..،ادخل وتعرف على فوائد العسل..مهــــــ جدا ـــــم
أحبتي في الله! كلنا سمع وقرأ عن منافع العسل والقوة الشفائية التي أودعها الله في هذه المادة العجيبة، ولكن قلما يفكر أحدنا أن يعالج نفسه بالعسل بشكل كامل. وسبب ذلك أننا لم نطلع على ما كشفه علماء الغرب من طاقة شفائية عجيبة يتميز بها العسل عن أي مادة أخرى في العالم. ولذلك سوف اسرد لكم بعض وآخر ما وصل إليه الباحثون في مجال الشفاء بالعسل، ونصيحتي المتواضعة: لا تترك بيتك يخلو من العسل، ولو بكمية قليلة، لأن الفوائد التي سنراها عظيمة ومذهلة. ولكن ينبغي أن نشير إلى أن قدماء المصريين ومنذ خمسة آلاف عام استخدموا العسل في علاج الجروح، وأدركوا شيئاً من خصائصه الطبية. وعندما جاء الإسلام أكد على أهمية العسل حتى إن كلمة (شفاء) وردت في القرآن أربع مرات ثلاثة منها مع القرآن ومرة مع العسل، يقول تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحلوقد يقول قائل: مادام القدماء أدركوا أهمية العسل قبل نزول القرآن، فأين الإعجاز؟ وأقول إن القرآن أكد كل ما هو صحيح، وأبعد وصحح كل ما هو خاطئ، وهذا إعجاز بحد ذاته! والدليل على ذلك أنه لم ترد في القرآن آية واحدة أثبت العلم خطأها، كذلك هناك الكثير من الخرافات السائدة زمن نزول القرآن، فلو كان القرآن من تأليف بشر إذاً لامتزج بخرافات عصره، ولكن عندما نجده دائماً يأتي بالحق فهذا دليل على أنه حق من عند الله تعالى. والآن لنتأمل بعض الاكتشافات الجديدة حول هذه المادة التي سخرها الله لنا: وجد الدكتور Molan أن جميع أنواع العسل تتميز بوجود مضادات للجراثيم من النوع القوي، ويقول: إنك لا تجد أي مادة في العالم تشبه العسل في خواصها المطهرة. حيث يفرز النحل مادة hydrogen peroxide بواسطة أنزيمات خاصة، وهذه المادة معروفة بخصائصها المعقمة. كما أثبت هذا الباحث بعد تجارب استمرت عشرين عاماً أن العسل له طاقة كبيرة في علاج الإمساك المزمن، وبدون أية آثار جانبية. ويقول إن أدواتي الطبية التي أحملها معي في حقيبة العلاج هي مجرد ضمادات وعسل! ويقوم الدكتور Molan بعلاج الكثير من الأمراض بالعسل فقط دون أي شيء آخر! ويقول: "إن للعسل تأثيراً مذهلاً في علاج الحروق والتقيح، ويمكن تطبيقه مباشرة على الحروق فيعمل على ترميم الجلد وقتل البكتريا المؤذية، بل يزيل آثار الحروق فتجد العضو المحروق بعد العلاج بالعسل عاد كما كان دون آثار أو ندوب"هناك تقارب كبير بين النحل وبين البشر، ويؤكد علماء النفس أن الإنسان بطبيعته يميل للمواد الطبيعية في علاج مرضه، ولذلك تجد الإنسان وكأنه قد فُطر على تقبُّل العسل وغيره من المواد الطبيعية أكثر من الأدوية الكيميائية. بعد اختبارات طويلة وجد الدكتور Glenys Round اختصاصي أمراض السرطان شيئاً غريباً في العسل! فقد لاحظ أن للعسل تأثيراً مدهشاً في علاج السرطان. ويقول إننا نستعمل العسل في علاج سرطان الجلد حيث يخترق الجلد ويعالج هذه السرطان بشكل تعجز عنه أفضل الأدوية. كذلك يؤكد أن كل الأدوية وقفت عاجزة أمام علاج القروح ولكننهم تمكنوا أخيراً من شفائها بالعسل. والشيء الذي يؤكده جميع المرضى الذين تمت معالجتهم بالعسل أنهم يحسون بسعادة أثناء العلاج، فلا آثار جانبية، ولا ألم.. لقد حيرت بعض أنواع الجراثيم باحثي الولايات المتحدة الأمريكية ولم يجدوا لها علاجاً، ولكنهم اليوم يحاولون استخلاص المضادات الحيوية الموجودة في العسل لتعقيم المشافي حيث يؤكدون أنها من أفضل المضادات الحيوية! كما يؤكد الخبراء أنه يتم إنفاق ستة بليون دولار سنوياً على علاج الجروح والحروق، ولو تم الاعتماد على العسل لوفّروا نسبة كبيرة من الأموال. إذاً العسل يوفر المال أيضاً. كما وجد بعض الباحثين أن العسل يملك قوة شفائية في علاج قروح المعدة والتهابات الحنجرة. ووجدوا أن الجراثيم تجتمع بطريقة خاصة لتدعم بقاءها وتجمعاتها، وأثبت البحث العلمي أن العسل يقوم بتفريق دفاعات الجراثيم ويشتتها ويضعفها، مما يساعد الجسم على القضاء عليها. وقد قام العلماء مؤخراً باكتشاف مادة في العسل تمنع التأكسد وبالتالي تفيد في علاج الكولسترول. يحوي العسل "المعلومات" التي انتقلت من النحل إلى هذا العسل أثناء إنتاجه، هذه المعلومات موجودة في رحيق الأزهار حيث تتفاعل داخل بطون النحل وتعدَّل ويزداد مفعولها لتكون جاهزة للاستفادة منها، وهنا يكمن سر الشفاء بالعسل. فالله تعالى زود كل نحلة ببرامج موجودة في خلايا دماغها ولذلك هي تقوم بخطة مرسومة لها مسبقاً وهو ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) [النحل: 68]. فهو إذاً طريق مرسوم ووحي من الله بأسلوب نجهله نحن البشر! ولذلك يعجب العلماء من الطاقة الخفية الموجودة في العسل والتي تستطيع شفاء الأمراض المستعصية، ويتساءلون: كيف يحدث الشفاء؟ ما هو الشيء الذي يقوم به العسل داخل خلايا جسدنا فنجد أن السرطان يتوقف بشكل مفاجئ، ونجد أن الكثير من البكتريا يتوقف نموها في الجسم، ونجد أن الجهاز المناعي ينشط ويصبح أكثر فاعلية.... ما الذي يحدث؟ لا أحد لديه الإجابة. ولكننا بقليل من التأمل في هذا القرآن وتحديداً في قوله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 68-69]، سوف نجد أن الله تعالى أودع في هذا العسل قوة شفائية من كلامه عز وجل من كلمة (وَأَوْحَى)، فلذلك من الضروري أن نقرأ على العسل قبل أن نتناوله سواء للعلاج أو للغذاء.على الرغم من الأعداد الكبيرة من النحل والتي تساهم في صناعة قالب العسل، إلا أننا لا نجد أي تصادم أو خلل في عملها، ويعجب العلماء من دقة التنظيم، وأين تعلموا هذه المبادئ، وكيف يتمكن النحل من أداء كل هذه المهام ببراعة دون أن يخضع للتدريب، فالنحلة منذ ولادتها "مبرمجة" لتقوم بهذا العمل: ألا يشهد ذلك على قدرة الخالق عز وجل؟ يحتوي العسل على فيتامين (ب1) الذي يفيد في التهاب الأعصاب وتنميل الأطراف. كما يحتوي العسل على الفيتامين (ب2) المفيد لعلاج قرحة الفم وتشقق الشفاه والتهاب العين. كما يحتوي العسل على عدد من المعادن مثل البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والمغنزيوم والحديد والنحاس والفوسفور والكبريت وهذه المجوعة تساعد على تهدئة الحالة النفسية لدى المريض المصاب باضطرابات نفسية. والعسل له حضور مهم جداً عند الأطفال الرضع ووقايتهم من فقر الدم والكساح ولعلاج التبول اللاإرادي لدى الأطفال، ولكن يجب أن يتناولوا كميات صغيرة منه بالنسبة للأطفال دون العام.. كما أن مضغ القليل من شمع العسل مع العسل الصافي يساعد على علاج الزكام والتهاب الحلق والسعال، ولشفاء الجيوب الأنفية وحساسية الأنف. كما يستفاد من العسل في معالجة الإرهاق العضلي والتشنجات العضلية. كذلك يفيد العسل في علاج أمراض الكبد وحالات التسمم.تربي النحلة أولادها بعناية فائقة، وبنفس الوقت تقوم بإنتاج العسل، ويقول العلماء إن النحل يمتلك في دماغه برنامجاً معقداً لا يمكن للمصادفة أ، تصنع مثل هذا البرنامج الذي يتفوق على البشر في بعض مزاياه، فالنحلة مربية ماهرة تعتني بالبيض ثم تقدم لليرقات الغذاء والحماية والرعاية حتى تكبر وتنمو، وسبحان الله! على الرغم من كل هذه الآيات نجد من ينكر وجود الله تعالى! أمراض يشفيها العسل:- يمكن علاج الأرق وقلة النوم شرب كأس ماء مذاب فيه ملعقة من العسل قبل النوم، فقد وجد بعض الباحثين تأثيراً مهدئاً لشراب العسل. - يمكن استعمال العسل لعلاج تشقق الشفاه، وعلاج الجلد المتجعد، أي لتجميل وتنشيط الجلد المترهل. - ملعقة عسل كل يوم قد تقيك من نوبة قلبية قاتلة، هذا ما يؤكده الباحثون من خلال الدراسات الجديدة على العسل، حيث لاحظوا أنه يساهم في تنظيم عمل القلب. - وفي بحث حديث جداً نصح وجد الأطباء أن تناول ملعقة من العسل كل يوم يعالج السعال المزمن، بشكل أفضل من الأدوية الكيميائية المعروفة. - بحث آخر وجد أنه حيث تعجز الأدوية الكيميائية عن علاج الربو والتهابات الرئتين والمجاري التنفسية، فإن العسل أثبت قدرته الكبيرة على الشفاء! - لعلاج التوتر النفسي والتهاب الأعصاب والاضطرابات المختلفة في أنظمة عمل الجسد، فإن العسل له طاقة عجيبة في تنظيم وتخفيف هذه الاضطرابات وتهديء الحالة النفسية. - لعلاج التهابات اللثة وتسوس الأسنان، فقد أثبتت بعض التجارب الشعبية أن تدليك اللثة بالعسل يقوي اللثة الضعيفة وينشط حركة الدم ويقتل البكتريا المؤذية في الفم. - لعلاج الضعف الجنسي وأمراض العقم، فقد أثبتت بعض التجارب أن للعسل مفعول في تنشيط وتنظيم الحالة الجنسية لدى الرجل والمرأة على حد سواء، كذلك هناك بعض الأبحاث بينت الدور المهم للعسل في علاج العقم. - إذا كنتَ تعاني من حساسية ما فعليك بتناول القليل من شراب العسل وذلك بعد قراءة القرآن عليه بصوت مسموع وبخشوع وتأمل، وبعد فترة يمكن أن تصل إلى ثلاثة أشهر سوف تجد أن الحساسية التي عجز الطب عن علاجها سوف تخف كثيراً بإذن الله تعالى.في كتاب الله نجد أن المادة الغذائية الوحيدة التي وصفها الله تعالى بأن فيها شفاء للناس هي العسل. يقول عز وجل: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) [النحل: 69]. وإذا تتبعنا الاكتشافات الحديثة نجد أن العسل يستخدم حديثاً في علاج الحروق والجروح المتقيحة وعلاج أمراض الجلد والحفاظ على صفاء ونقاء البشرة وعلاج الكلف والنمش. كذلك يفيد العسل في منع تساقط الشعر وعلاج تلف هذا الشعر. بالإضافة إلى فائدته في التهابات الأمعاء وكثير من أنواع السرطان. الإعجاز في القرآن والسنة :روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن رجلاً جاء إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسقه عسلاً.فسقاه ثم جاء فقال: إني سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً. فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال: اسقه عسلاً، فقـال: لقد سقيته فلـم يزده إلا استطلاقاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صدق الله وكذب بطن أخيك) فسقاه فبرأ. يقرر هذا الحديث الشريف فائدة العسل في علاج أمراض الجهاز الهضمي.
إن كلمة (الاستطلاق) الواردة في نص الحديث الشريف هي ما نسميه اليوم بالإسهال. وقد ثبت بالتجارب أن العسل يقتل الجراثيم على مختلف أنواعها لاسيما التي تستوطن الجهاز الهضمي، لذلك له أثر فعال في علاج الإسهال كما يساعد على علاج قرحة المعدة والتئام هذه القرحة خلال فترة قصيرة. وكذلك يعالج الإمساك! وهذا من المفعول المزدوج للعسل، لأن العسل ببساطة يقوم بتنظيم حركة الأمعاء بل ويؤثر على خلايا هذه الأمعاء بما يحويه من "معلومات" أودعها الله بداخله. وأخيراً نتذكر قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: (الشفاء في ثلاثة: شرطة محجم أو شربة عسل أو كية نار وأنهى أمتي عن الكي) [رواه البخاري]. وعن ابن مسعود رصي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالشفائين العسل والقرآن) [رواه ابن ماجه في سننه]. ولا ننسى قوله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69].
وأنصح يا أحبتي أن نلجأ إلى الشفاء بالعسل والقرآن وهذا ما نصحنا به النبي الأعظم عليه صلوات الله وسلامه، فنكون بذلك قد أخذنا أسباب الشفاء. وقد وجدتُ بالتجربة أننا عندما نقرأ على العسل المذاب بالماء (شراب العسل) سورة الفاتحة سبع مرات وقوله تعالى (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) سبع مرات أيضاً فإن هذا الشراب سيتأثر بتلاوة القرآن وتزداد فاعليته بإذن الله ويصبح أكثر قدرة على الشفاء، والله أعلم.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)