الأربعاء، 19 أغسطس 2009


كان هناك رجلٌ شيخٌ طاعنٌ في السنيبدو عليهـ الألم والإجهاد في نهايةِ كل يومسأله صديقهـ ولماذا كل هذا الألم والإرهاق الذي يبدو عليكـ ؟فأجابه الرجل الشيخ الطاعن : يُوجد عندي بازان ( الباز نوع من الصقور حاد البصر )يجب عليَّ كل يوم أن أروضهما , وأبرقعهما كي لا يجولا النظر فيفلتان
وكذلك عندي أرنبان يلزم علي أن أحرسهما من الجري خارجاً و عندي صقران عليَّ أن أُقَوِّدهما وأدربهما لكي يصيدا جيدا ً
وعندي و ثعبان سام , عليَّ أن أحاصرهـ , كي لا يلدغ أحد أو يلدغنيوعندي أسدُ عليَّ أن أحفظه دائماً مُقيَّداً في قفصٍ حديدي , كي لا ينقضعلي فيهلكني و عندي مريضٌ عليَّ أن أعتني بهـ وأخدمهـ
قال الصديقما هذا كله لابد أنك تمزح لأنه حقاً لا يمكن أن يوجد إنسان يراعي كل هذه الحيواناتالمفترسة والجامحة مرةً واحدة
قال لهـ الشيخ الطاعن إنني لا أمزح ولكن ما أقولهـ لك هو الحقيقة المحزنة و الهامة إنالبازين هماعيناي وعليَّ أن أغضهما عن النظر إلى الحرام إلى ما لا يحل النظر إليه باجتهادٍ ونشاط والأرنبين هما قدماي وعليَّ أن أحرسهما وأحفظهمامن السير فى طرقِ الخطيئة والصقرين هما يداي وعليَّ أن أدربهما على العمل حتى تمدانيبما أحتاج من رزق حلال وبما يحتاج إليه الآخرون من أخواني والثعبان هولساني وعليَّ أن أحاصرهـ وألجمهـ باستمرار حتى لا ينطق بكلامٍ معيبٍ مشين والأسدهوقلبي الذي انا معهـ في حربٌ مستمرةوعليَّ أن أحفظهـ دائماً مقيداً كي لا يميل ويهلكني أما الرجل المريض فهو جسدي كلهالذي يحتاج دائماً إلى يقظتي وعنايتي وانتباهي
إن هذا العمل اليومي يستنفد طاقتي و جهدي ووقتي فعلي أن أكون حارسا ً جيدا ً , لكي لا تتفلت مني هذهـالحواس الجامحة فترديني قتيلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق